Search This Blog

Sunday, October 2, 2016

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي (2)

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي (2)
التجسد و الفداء في الليتورجيا و صلوات الكنيسة القبطية
في المرة السابقة تناولنا التجسد و الفداء من كتابات العهدين القديم و الجديد و لكن هل نجد صلوات الكنيسة القبطية مخالفة لما ورد ؟
سنستعرض نفس تسلسل الأحداث لكن عوض الآيات سنسرد صلوات الكنيسة القبطية:
خلق الله الإنسان علي صورة الله و الإنسان كان مخيَّر بين الحياة مع الله أو فساد سلطة معرفة الخطية و نتيجة الخطية الموت الروحي (الفساد و الانفصال عن الله) و هنا الموت نتيجة و ليس عقاب مثل من يشرب السم يموت.فعدل الله يرفض توريث العقوبة أما ما حدث فهو وراثة فساد الطبيعة بالخطية التي سمح الإنسان بدخولها إلى العالم فحملها المسيح في نفسه و تألم لأجلنا و ليس بدل عنا و حمل موتنا الروحي بانفصالنا عن الله و شفانا من الخطية بقيامته , بموته داس الموت و جدد طبيعتنا. فالفداء هو ظهور محبة الله و ليس تصفية عقوبة لإرضاء غضب الله بل قيامة عن الخطية .
السؤال: ماذا قالت الصلوات في هذا الخصوص ؟
1- رفع بخور عشية:
·        لم تكن إرادة الآب العقوبة بل الخلاص: "لأنك أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذي أصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المُكَرَّم كإرادة أبيك." 

2- القداس الباسيلي:
·        هدم الموت الناتج عن الفساد: " يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته"
·        الموت هو طبيعة الخطية: " ظهرت لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت" " هذا الذي أحب خاصته الذين في العالم وأسلم ذاته فداءً عنَّا إلى الموت الذي تملَّك علينا ."

3- القداس الغريغوري:
·        الفداء لتجديد الطبيعة و رد الإنسان إلى الله بعد الانفصال: " كوَّنت الإنسان وجعلته في فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيَّتك المقدسة، وأردت أن تُجَدده وترده إلى رتبته الأولي، والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها وأصلحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الاثنين واحدًا"
·        الإنسان اقتطف لنفسه الموت و الفساد و لم يُعاقَب به " غرس واحد نهيتني أن آكل منه هذا الذي قلت لا تأكل منه وحده فأكلت بإرادتي وتركت عني ناموسك برأيي وتكاسلت عن وصاياك أنا اختطفت لي قضية الموت"
·        الفداء هو القيام من السقوط: " وباركت طبيعتي فيك وأكملت ناموسك عني، وأريتني القيام من سقطتي "
·        الفداء شفاء من الخطية: "شفيتنا بضرباتك وأبرأتنا بجراحاتك وأنعمت علينا بالحياة."
·        و لكن هل تحدث القديس أغريغوريوس عن العقوبة ؟؟؟
o " أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصًا"
لنفهم هذا الجزء علينا أن نربطه بالكلام المحيط به "أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصًا كراع صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت، ربطتني بكل التأديبات المؤية إلى الحياة أنت الذي أرسلت لي الأنبياء من أجلي أنا المريض، أعطيتني الناموس عونًا أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك، كنور حقيقي أشرقت للضالين وغير العارفين"
o   هنا يؤكد القديس أغريغوريوس أن العقوبة ليست هدف الفداء بل كانت أداة استُعمِلت قديمًا قبل الأنبياء و الناموس و التجسد و نجدها واضحة في الطرد من الفردوس لمنع الحياة إلى الأبد في الفساد (تك 3: 22)
ويشرح القديس التجسد بحسب القول الشائع عند الآباء: [ أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له ]، وهذا تم عندما صار الكلمة إنسانًا كاملاً، إذ يقول: [أجل هذا (الكلمة) يدخل فى الصورة ذاتها ويلبس جسدًا من أجل الجسد، ويأخذ نفسًا روحية من أجل نفسي منقيًا هكذا الشبه بالشبه، شبهي أنا بشبهه، ويصير فى كل شئ إنسانًا كاملاً ما عدا الخطيئة. يولد من العذراء التي كان قد قَدَّس نفسها وجسدها قبلاً بالروح القدس (لأنه وجب أن تُكرّم الولادة ولكن أن تُكرّم قبلها بتوليتها)، ويبقى المسيح إلهًا بعدما أخذ الطبيعة الإنسانية، صائرًا واحدًا من العنصرين المتغايرين من الجسد والروح ]. 
o       فلا يمكن لصاحب هذا الرأي أن يؤمن بالبدلية العقابية.
v    خطوات خطة الخلاص كما ذُكِرت في القطعة السابقة و ما يليها:
·        المنع من شجرة الحياة الذي في حد ذاته ليس عقوبة بل لمنع الحياة في الفساد.
·        الطوفان و هلاك سدوم و عمورة حيث كان الغرض منهما نزع الخطية و الإثم من البشرية فيقول القديس ثاوفيلس الأنطاكي: [أن الطرد وإن كان عقوبة لكنه حمل صلاحًا من جهة الله، إذ أراد معاقبة الخطية وإصلاح الإنسان ورده بعد إعادة تجديده.] (و في حلقات قادمة سنستعرض قصص العهد القديم).
·        الأنبياء و الناموس.
·        التجسد و الفداء.

4- صلوات القسمة:
o       قسمة للأبن تُقال في سبت الفرح ( ليلة أبو غالمسيس ) : جُرحت لأجل خطايانا، وتوجعت لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليك، وبجراحاتك شُفينا، كنا كلنا ضالين مثل خراف.
o       القسمة السريانية : وعوض الخطية المحيطة بالعالم مات الإبن بالصليب وردنا من التدبير الشمالي إلى اليميني وآمننا بدم صليبه .

5- صلاة سر المعمودية:
o       من أجل هذا يارب طهرت طبيعتنا وعتقتنا بالاتحاد فى شخصك فى شركة سرية.
o       و امنحهم بنعمتك أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المُهلكة.
o       لكي تجعلهم أهلًا أن يفوزوا بالنعمة الذين تقدموا إليها, ويطهروا من الخطيئة التي في العالم، ويعتقوا من عبودية الفساد.
o       ليهرب من هذه النفس كل فكر الإنسان العتيق.
o       أعترف لك أيها المسيح الحي وبكل نواميسك المخلصة، وكل خدمتك المحيية، وكل أعمالك المُعطية الحياة.
o       أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطانا سلطان الحياة الدائم، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح. أنت يارب انقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو، اقبلهم في ملكوتك. افتح أعين قلوبهم ليستضيئوا بضياء إنجيل ملكوتك.

6- صلوات السواعي (الأجبية):
o       يا من في اليوم السادس وفى الساعة السادسة سُمِّرت على الصليب، من أجل الخطية التي تجرَّأ عليها أبونا آدم في الفردوس.
o         يا يسوع المسيح إلهنا الذي سُمِّرت على الصليب في الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة، وأحييت الميت بموتك، الذي هو الإنسان الذي خلقته بيديك، الذي مات بالخطية. اقتل أوجاعنا بآلامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سُمِّرت بها
o       لأن بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب، لتنجي الذين خلقتهم من عبودية العدو.
o       من قبل صليب ابنك انهبط الجحيم وبطل الموت. أمواتًا كُنَّا فنهضنا، واستحققنا الحياة الأبدية، ونلنا نعيم الفردوس الأول.
o       يا من أسلم الروحَ في يدي الآب عندما عُلِقت على الصليب وقت الساعة التاسعة، وهديتَ اللصَّ المصلوبَ معك للدخول إلى الفردوس.
7- التسبحة:
o       ياربي يسوع المسيح الذي وُضِعَ في القبر إسحَق عنا شوكة الموت.
o       لكي يحل زِلة آدم ويخلص مَن هلك. و يُصيّره مدينًا في السموات و يردُّه إلي رئاسته كعظيم رحمته.
o       الله هو عمانوئيل الطعام الحقيقي شجرة الحياة العديمة الموت.
o   وَلدتِ أيتها العذراء مُعطى الحياة. وخلَّصتِ آدم من الخطية. ومنحتِ حواء الفرح عوض حُزنها. وأنعمتِ لنا بالحياة والخلاص من الفساد والتغيُر. صرتِ لنا شفيعة أمام الله مُخلصنا الذي تجسَّد منكِ.

و هنا أجمعت صلوات الكنيسة القبطية على الفداء بالموت لقتل الخطية و الفساد و القيامة لنوال الطبيعة الجديدة و ليس الموت كبديل عقابي للإنسان.
السؤال هنا:     هل أيَّد آباء القرون الأولي مبدأ العقوبة و البدلية العقابية في الفداء ؟
                من أين جاءت النظرة القضائية و العقابية للفداء ؟
                كيف اختلف اللاهوتيون في نظريات الفداء ؟

                ............................. الإجابة في الأسبوع القادم.

No comments:

Post a Comment