Search This Blog

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي - مقالة مجمعة

القاضي الانفصامي في اللاهوت الظلامي

"إنّهم يدعون إلي دينٍ جديد"

في الآونة الأخيرة ظهرت مناداة بفكر يراه البعض جديدًا علي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فيما يخص الفداء و وراثة الخطية، و في هذه الصفحات من المدونة سنبدأ بتحليل هذا الفكر من حيث المرجعية و المنطقية، لنصل إلى وجهة نظر علمية قابلة للمناقشة خارج حدود منطقة الراحة العقلية دون تعصب أو اتهامات بالهرطقة أو الزندقة.

المسيا في الفكر اليهودي و الكتاب المقدس و كتابات الرسل 

المسيا المنتَظَر في الفكر اليهودي

أولاً: طبيعة العصر في العهد القديم

1- كان اليهود أمة محاطة بالاعداء.
2- كجميع الدول القديمة كانت القوة في الأرض و الجيش.
3- العدو هو من يطمع في خيرات الارض.
4- الهزيمة تعني العبودية للعدو.
5- القوي هو صاحب المساحة الأكبر و الجيش الأقوى و الخاضعين الأكثر .

ثانياً: دور المسيا في ظل هذا الفكر

1- يأتي المسيا ليكون منفذ حكم الله علي الأرض بحسب الشرائع "يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ." (تث 18: 15)
2- يقود جيش من شعب الله.
3- هكذا يصبح المسيا قائد ديني و ملك شعبي.
4- يقوم هذا القائد بمحاربة الأعداء و تحرير شعب الله من عبودية الأعداء "وَيَبْنُونَ الْخِرَبَ الْقَدِيمَةَ. يُقِيمُونَ الْمُوحِشَاتِ الأُوَلَ، وَيُجَدِّدُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ، مُوحِشَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.(اش 61: 4)
5- يهزم جميع الشعوب المعادية ليصبحوا عبيدًا لبني إسرائيل "وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعَوْنَ غَنَمَكُمْ، وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ." (اش 61: 5)

ثالثاً: حَمْل العقوبة بدل شعبه !!!!!

فكرة غير منطقية مع ملك مخلص منتصر


المسيا المنتظر من وجهة نظر اليهود (العهد القديم)
المسيح المخلص (العهد الجديد)
1.      يتولي المسيح عرش اسرائيل
·         المسيح يملك علي القلوب
2.      ينقذ إسرائيل من العبودية
·         الفداء من عبودية الشيطان و الخطية
3.      تكوين الامبراطورية اليهودية
·         مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ.
4.      الانتصار علي الشعوب المعادية
·         الانتصار علي موت الخطية
·         الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ ..... وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.
5.      يصبح بنو إسرائيل الشعب الاقوي ويحكمون العالم الي الابد
·         وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ ..... فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ.
·         إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا
·         وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ

·         لم يتحدث التراث اليهودي او العهد القديم عن قدوم المخلص كبديل عقابي بل كملك منتصر ينقل شعبه من حالة العبودية إلى حالة النصرة.


رموز الفداء من العهد القديم:

الحية النحاسية
النظر إليها دواء من سم الحية المفسد للجسد (الموت الجسدي)
الإيمان بالمسيح الفادي يخلص من سم الخطية القاتلة للنفس (الموت الروحي)
الذبائح
الدم يطهر الخاطي (الدم و ليس الذبح)
دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية
شجرة الحياة
من يأكل منها يحيا الي الابد
نتيجة الصليب ثمرة الحياة الأبدية
ذبيحة إبراهيم
العهد مع الله القائم علي التضحية بالنفس
العهد مع الله بدم ابنه
القضاة
يقودون شعوبهم للخلاص من العبودية
المسيح قادنا للانتصار علي عبودية الشيطان
قادة العودة من السبي
قادوا خروج الشعب من أرض العبودية و عودته إلى أورشليم
المسيح قادنا من سبي الجحيم الي أورشليم السمائية

تعتبر قضية التجسد و الفداء محور الكتاب المقدس و خصوصًا العهد الجديد و فيما يلي سرد ملخص لما حدث:

1-  خلق الانسان علي صورة الله " يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَعَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ.(تك 5: 1)
2-      و الإنسان كان مخيَّر بين الحياة مع الله او فساد سلطة معرفة الخطية "أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَقَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَالْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَفَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُك.(تث 30: 19) " وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ(تك 2: 17)
3-  و نتيجة الخطية الموت الروحي (الفساد و الانفصال عن الله) "لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ(تك 2: 17) و هنا الموت نتيجة و ليس عقاب مثل من يشرب السم يموت.
4-  عدل الله يرفض توريث العقوبة "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.(حز 18: 20)
5-  ما حدث هو وراثة فساد الطبيعة "هأنذا بالإثم صورت، وبالخطية حبلت بي أمي(مز 51: 5) "الجميع زاغوا وفسدوا معا(رو 3: 12) "وكنا بالطبيعة أبناء الغضب(اف 2: 3) الناتجة عن الخطية "لأن أجرة الخطية هي موت(رو 6: 23)
6-      الخطية التي سمح الانسان بدوخلها الي العالم "بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة(رو 5: 19) بغواية الشيطان "لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ" (حك 2: 24)
7-  فحملها المسيح في نفسه "الرب وضع عليه إثم جميعنا(اش 53: 6)
8-  و تألم "أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا."(اش 53: 4) و مات لأجلنا "قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت(كو 1: 22، 23) لأجلنا و ليس بدل عنا
9-  و حمل موتنا الروحي بانفصالنا عن الله "إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (مر 15: 34) "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ." (مت 26: 42)
10-                    و شفانا من الخطية بقيامته "بحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا."(اش 53: 5) و  جدد طبيعتنا "خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس(تي 3: 5)
11-  فالفداء هو ظهور محبة الله "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ."(رو 5: 8) "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة"(1بط 2: 24) و ليس تصفية عقوبة لارضاء غضب الله بل قيامة عن الخطية "لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.(1بط 2: 24) " وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ  بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُون وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (اف 2: 5، 6)

التجسد و الفداء في الليتورجيا و صلوات الكنيسة القبطية
سنستعرض نفس تسلسل الأحداث لكن عوض الآيات سنسرد صلوات الكنيسة القبطية:
خلق الله الإنسان علي صورة الله و الإنسان كان مخيَّر بين الحياة مع الله أو فساد سلطة معرفة الخطية و نتيجة الخطية الموت الروحي (الفساد و الانفصال عن الله) و هنا الموت نتيجة و ليس عقاب مثل من يشرب السم يموت.فعدل الله يرفض توريث العقوبة أما ما حدث فهو وراثة فساد الطبيعة بالخطية التي سمح الإنسان بدخولها إلى العالم فحملها المسيح في نفسه و تألم لأجلنا و ليس بدل عنا و حمل موتنا الروحي بانفصالنا عن الله و شفانا من الخطية بقيامته , بموته داس الموت و جدد طبيعتنا. فالفداء هو ظهور محبة الله و ليس تصفية عقوبة لإرضاء غضب الله بل قيامة عن الخطية .
السؤال: ماذا قالت الصلوات في هذا الخصوص ؟
1- رفع بخور عشية:
·        لم تكن إرادة الآب العقوبة بل الخلاص: "لأنك أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذي أصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المُكَرَّم كإرادة أبيك." 

2- القداس الباسيلي:
·        هدم الموت الناتج عن الفساد: " يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته"
·        الموت هو طبيعة الخطية: " ظهرت لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت" " هذا الذي أحب خاصته الذين في العالم وأسلم ذاته فداءً عنَّا إلى الموت الذي تملَّك علينا ."

3- القداس الغريغوري:
·        الفداء لتجديد الطبيعة و رد الإنسان إلى الله بعد الانفصال: " كوَّنت الإنسان وجعلته في فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيَّتك المقدسة، وأردت أن تُجَدده وترده إلى رتبته الأولي، والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها وأصلحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الاثنين واحدًا"
·        الإنسان اقتطف لنفسه الموت و الفساد و لم يُعاقَب به " غرس واحد نهيتني أن آكل منه هذا الذي قلت لا تأكل منه وحده فأكلت بإرادتي وتركت عني ناموسك برأيي وتكاسلت عن وصاياك أنا اختطفت لي قضية الموت"
·        الفداء هو القيام من السقوط: " وباركت طبيعتي فيك وأكملت ناموسك عني، وأريتني القيام من سقطتي "
·        الفداء شفاء من الخطية: "شفيتنا بضرباتك وأبرأتنا بجراحاتك وأنعمت علينا بالحياة."
·        و لكن هل تحدث القديس أغريغوريوس عن العقوبة ؟؟؟
o " أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصًا"
لنفهم هذا الجزء علينا أن نربطه بالكلام المحيط به "أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصًا كراع صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت، ربطتني بكل التأديبات المؤية إلى الحياة أنت الذي أرسلت لي الأنبياء من أجلي أنا المريض، أعطيتني الناموس عونًا أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك، كنور حقيقي أشرقت للضالين وغير العارفين"
o   هنا يؤكد القديس أغريغوريوس أن العقوبة ليست هدف الفداء بل كانت أداة استُعمِلت قديمًا قبل الأنبياء و الناموس و التجسد و نجدها واضحة في الطرد من الفردوس لمنع الحياة إلى الأبد في الفساد (تك 3: 22)
ويشرح القديس التجسد بحسب القول الشائع عند الآباء: [ أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له ]، وهذا تم عندما صار الكلمة إنسانًا كاملاً، إذ يقول: [أجل هذا (الكلمة) يدخل فى الصورة ذاتها ويلبس جسدًا من أجل الجسد، ويأخذ نفسًا روحية من أجل نفسي منقيًا هكذا الشبه بالشبه، شبهي أنا بشبهه، ويصير فى كل شئ إنسانًا كاملاً ما عدا الخطيئة. يولد من العذراء التي كان قد قَدَّس نفسها وجسدها قبلاً بالروح القدس (لأنه وجب أن تُكرّم الولادة ولكن أن تُكرّم قبلها بتوليتها)، ويبقى المسيح إلهًا بعدما أخذ الطبيعة الإنسانية، صائرًا واحدًا من العنصرين المتغايرين من الجسد والروح ]. 
o       فلا يمكن لصاحب هذا الرأي أن يؤمن بالبدلية العقابية.
v    خطوات خطة الخلاص كما ذُكِرت في القطعة السابقة و ما يليها:
·        المنع من شجرة الحياة الذي في حد ذاته ليس عقوبة بل لمنع الحياة في الفساد فيقول القديس ثاوفيلس الأنطاكي: [أن الطرد وإن كان عقوبة لكنه حمل صلاحًا من جهة الله، إذ أراد معاقبة الخطية و إصلاح الإنسان و رده بعد إعادة تجديده.] (و في حلقات قادمة سنستعرض قصص العهد القديم)..
·        الطوفان و هلاك سدوم و عمورة حيث كان الغرض منهما نزع الخطية و الإثم من البشرية.
·        الأنبياء و الناموس.
·        التجسد و الفداء.

4- صلوات القسمة:
o       قسمة للأبن تُقال في سبت الفرح ( ليلة أبو غالمسيس ) : جُرحت لأجل خطايانا، وتوجعت لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليك، وبجراحاتك شُفينا، كنا كلنا ضالين مثل خراف.
o       القسمة السريانية : وعوض الخطية المحيطة بالعالم مات الإبن بالصليب وردنا من التدبير الشمالي إلى اليميني وآمننا بدم صليبه .

5- صلاة سر المعمودية:
o       من أجل هذا يارب طهرت طبيعتنا وعتقتنا بالاتحاد فى شخصك فى شركة سرية.
o       و امنحهم بنعمتك أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المُهلكة.
o       لكي تجعلهم أهلًا أن يفوزوا بالنعمة الذين تقدموا إليها, ويطهروا من الخطيئة التي في العالم، ويعتقوا من عبودية الفساد.
o       ليهرب من هذه النفس كل فكر الإنسان العتيق.
o       أعترف لك أيها المسيح الحي وبكل نواميسك المخلصة، وكل خدمتك المحيية، وكل أعمالك المُعطية الحياة.
o       أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطانا سلطان الحياة الدائم، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح. أنت يارب انقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو، اقبلهم في ملكوتك. افتح أعين قلوبهم ليستضيئوا بضياء إنجيل ملكوتك.

6- صلوات السواعي (الأجبية):
o       يا من في اليوم السادس وفى الساعة السادسة سُمِّرت على الصليب، من أجل الخطية التي تجرَّأ عليها أبونا آدم في الفردوس.
o         يا يسوع المسيح إلهنا الذي سُمِّرت على الصليب في الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة، وأحييت الميت بموتك، الذي هو الإنسان الذي خلقته بيديك، الذي مات بالخطية. اقتل أوجاعنا بآلامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سُمِّرت بها
o       لأن بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب، لتنجي الذين خلقتهم من عبودية العدو.
o       من قبل صليب ابنك انهبط الجحيم وبطل الموت. أمواتًا كُنَّا فنهضنا، واستحققنا الحياة الأبدية، ونلنا نعيم الفردوس الأول.
o       يا من أسلم الروحَ في يدي الآب عندما عُلِقت على الصليب وقت الساعة التاسعة، وهديتَ اللصَّ المصلوبَ معك للدخول إلى الفردوس.
7- التسبحة:
o       ياربي يسوع المسيح الذي وُضِعَ في القبر إسحَق عنا شوكة الموت.
o       لكي يحل زِلة آدم ويخلص مَن هلك. و يُصيّره مدينًا في السموات و يردُّه إلي رئاسته كعظيم رحمته.
o       الله هو عمانوئيل الطعام الحقيقي شجرة الحياة العديمة الموت.
o   وَلدتِ أيتها العذراء مُعطى الحياة. وخلَّصتِ آدم من الخطية. ومنحتِ حواء الفرح عوض حُزنها. وأنعمتِ لنا بالحياة والخلاص من الفساد والتغيُر. صرتِ لنا شفيعة أمام الله مُخلصنا الذي تجسَّد منكِ.

و هنا أجمعت صلوات الكنيسة القبطية على الفداء بالموت لقتل الخطية و الفساد و القيامة لنوال الطبيعة الجديدة و ليس الموت كبديل عقابي للإنسان.

 التجسد و الفداء في الآبائيات و الاتجاهات اللاهوتية


و أخيرًا سنستعرض بعض كتابات الآباء الأوائل:
·        لهذا كان له مرة أخري أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد وأن يوفي المطلب العادل الذي للآب على الجميع وحيث إنه هو كلمة الآب وفوق الكل كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد خلق كل شيء  ( الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·        ما حدث مع ملك الكل فإنه لما جاء إلى عالمنا واتخذ مسكنه في جسد واحد بين نظرائه أبطلت من ذلك الحين كل مؤامرة العدو ضد الجنس البشري وارتفع عنهم فساد الموت الذي كان متفشيًا فيهم من قبل. (الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·        طفلاً مقمطًا وهو الذى يفكني من رباطات الخطية ها الطفل قد أبطل الموت وأخزى الشيطان وحل النعمة وأباد الحزن ومنح الخليقة القيامة هذا الطفل قد خلَّص آدم وأعاد خلقة حواء  (القديس كيرلس الأورشليمي)
·        بهذا تقدَّس جسدنا الذي كان قبلاً ميتًا و فاسدًا إذ صار له حق القيامة و الخلاص بالسيد المسيح الحامل لجسدنا .( الأنبا أثناسيوس الرسولي )

المصالحة مع الآب والإتحاد به :
·        اليوم تم الاتحاد والشركة والمصالحة بين الأرضيين والسمائيين ذلك الاتحاد الذي هو بعينه الإله المتجسد   ( القديس الأنبا مقار )
·        كان سيصبح من غير اللائق أن تَهْلَك الخليقة وترجع إلى العدم بالفساد تلك الخليقة التى خُلِقتْ عاقلة، وكان لها شركة في الكلمة. ( الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·        في ملء الزمان صار ( الكلمة ) إنسانًا منظورًا و ملموسًا لكي يجمع كل شئ في نفسه و يحتوي كل شئ و يبيد الموت و يظهر الحياة و يعيد الوحدة بين الله والإنسان  (إيرينيئوس )

رفع الإنسان إلى مرتبته الأولى :
·        خلاص الإنسان هو الذي دفع ابن الله أن يصير إنسانًا. لقد سقط الإنسان فكان على المسيح أن يرفعه (العلامة تِرتُليان)
·        كلمة الله صار إنسانًا حتى يصير الإنسان مؤلَّهًا فيه (القديس كليمندس الإسكندري )
·        ابن الله صار ابن البشر ليصير بنو البشر أبناء الله بالنعمة)     القديس أثناسيوس الرسولي)
لا عقوبة :
·        وكيف إن كان الله صديقًا لنا - كما يقول البعض – يهددنا بجهنم وبالعقوبة وبالانتقام  (القديس يوحنا ذهبى الفم)
·        فى اليوم الذي أكل فيه آدم وحواء من الثمرة المحرمة ماتا موتًا روحيًا فى الحال   
( العلامة أوريجانوس )
·        لأن الموت ليس له جوهر وهو عديم الطبيعة لذلك لم يمكن للإنسان أن يواصل الشركة فيما هو خير ( شجرة الحياة ) بعدما مات وانفصل عن ثمرة الحياة بما أن الحياة هى المركز الحقيقي لكل ما زرعه الله فالموت ندركه على أنه حقيقة انعدام الحياة   ( القديس غريغوريوس النيسى )
و السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو مصدر فكرة البدلية العقابية ؟
ج: مع بدء انتشار المسيحية و ظهور المدارس اللاهوتية و بدأت ترتبط المسيحية بالفلسفات ظهر ما يعرف بالنظريات اللاهوتية و منها نظريات الفداء و ظهر خلاف في الآراء بين آباء الشرق و الغرب و ظهر ما يعرف بالفرق بين اللاهوت الشرقي و الغربي و مع ذلك لا نجد في كتابات الآباء من اتهم أصحاب الجانب الآخر بالهرطقة
وجه المقارنة
اللاهوت الشرقي (اليوناني و السكندري)
اللاهوت الغربي (اللاتيني)
الخطية
مرض
تعدي
الخاطي
مريض
متعدي
نتيجة الخطية
فساد الطبيعة
غضب الله
الإله
طبيب
قاضي
الموت
نتيجة
عقوبة
طبيعة الموت
الانفصال عن الله
الموت الجسدي و العذاب الأبدي بجهنم
الفداء
تجديد و إعادة خلق الطبيعة التي فسدت
تنفيذ الحكم بدل المحكوم عليهم
القيامة
لازمة لتجديد الطبيعة و الانتصار علي الموت
إظهار قوة الإله
عدل الله
تصحيح (تعديل) الخطأ
الثواب و العقاب
الدينونة
الهروب من حضرة الله و تفضيل الحياة في آلام الظلمة (يو 3: 19)
الحكم علي الأبرار بالملكوت و الأشرار بالعذاب المادي الأبدي
·         المطهر
غير منطقي مع مفهوم الدينونة
أساسي لإتمام العدالة و العقوبات
المعمودية
تنظيف الطبيعة  و قبول عمل الفداء بالموت و القيامة
العفو من العقوبة الموروثة
الخطية الجدية
وراثة الحياة في الخطية و ما نتج عنها من فساد الطبيعة
وراثة الخطية و العقوبة و الحكم بالموت
التجسد
اتحاد الله بطبيعة البشر لإعادة خلقتها
وسيلة للموت
المغفرة
شفاء من فساد الطبيعة
العفو من العقوبة
جهنم
الألم الروحي و النفسي نتيجة الحياة في الظلمة و الفساد
الألم الجسدي بسبب النار التي لا تطفأ و الدود الذي لا يموت
الشفاعة
مشاركة السمائيين للأرضيين
طلبة ممن له دالة عند الله لأجل من ليس له دالة
·         الحبل بالعذراء بلا دنس
لا حاجة له فمهما بلغ حجم الموت و الفساد الموروث فلا يمكنه أن يُنقص شيئًا من طهر و نقاوة الله الكلمة المتجسد {-1= }
ضروري فلا يمكن للفادي أن يرث العقوبة التي سيقدم فداء عنها { فاقد الشئ لا يعطيه}

من هنا يتبين أن الألفاظ واحدة و لا خلاف علي وجودها فلا يمكن نكران وراثة الخطية الجدية و الموت الناتج عن الخطية او اهمية الفداء و المعمودية و الكفارة و لا ننكر الدينونة بل نقر بالمجيء الثاني الذي يفرق بين النور و الظلمة لكن تفسير اللفظ و معني المصطلح يشكل فرقًا جوهريًا بين الأب المحب لبنيه البشر و القاضي المحاسب لأعدائه من البشر العبيد ابناء الغضب.
و كان المنظور الشرقي هو الشائع إلى أن نشر "أنسلم" أسقف كانتربري في العصور الوسطى المظلمة بأوروبا نظريته القضائية بشكل واضح و مرتب و نتج عنها بدع مثل المطهر و الحبل بلا دنس و انتشرت مع دخول الكاثوليك و البروتستانت إلى مناطق الشرق مع الحملات الفرنسية و البريطانية في وقت ضعف التعليم في الشرق المسيحي نتيجة اضطهادات المماليك و العثمانيين.

قيامة المسيح و دينونة العالم


في المرات السابقة تناولنا التجسد و الفداء من كتابات العهدين القديم و صلوات الكنيسة  و كتابات الآباء و الاتجاهات اللاهوتية و عرفنا قيمة القيامة و أنها أساس الفداء و لعلنا نتسائل هل القيامة حقيقة أم اختلاق من الرسل ؟ هل الدينونة تعتبر عقوبة أو قضاء ؟
يذكر التاريخ يسوع المسيح كثائر ضد سلطة الفريسيين و أن صلبه كان للوقوف ضد آرائه و لكن التاريخ ترك أمر قيامته كمادة للدراسة و لذا سنبحث بشكل عقلاني عن قضية القيامة،  و لضمان الحيادية سنستبعد المراجع المسيحية و نلجأ للتاريخ و الأدلة المادية.

قام أم سُرق جسده ؟:
·         في حالة سرقة الجسد فنحن أمام ثلاث قضايا:
القضية
الحكم
1.      سرقة الجسد
السجن أو الجلد
2.      كسر ختم القيصر من على القبر
الاعدام
3.      نوم الحراس أ ثناء مناوبتهم
الاعدام
·         و لكن لم يذكر التاريخ أن أحدًا صدر حكم ضده علي أي تهمة من هذه ولا الرسل السارقون أو الحراس المقصرون.

الصورة ثلاثية الأبعاد علي الكفن
·         وجدت صورة ثلاثية الأبعاد علي قطعة قماش تم حساب تاريخها للقرن الأول الميلادي.
·         تنتج هذه الصورة عن طاقة صادرة عن تفاعل ذري يؤدي إلى إنتاج طاقة من المادة حسب المعادلة E=mc2  .
·         عند القيامة تحول جسد المسيح المادي إلى الجسد المتحول النوراني الممجد (من مادة إلى طيف).

معجزة النور الإلهي
·         يتم تفتيش القبر و البطريرك من قبل اليهود و المسلمين.
·         النار غير حارقة لمدة حوالي 33 دقيقة بعكس النار الناتجة عن الفسفور الأبيض .
·         القناديل التي تضاء من تلقاء نفسها.
·         فشل العلم في تفسير هذه الظاهرة حتي اليوم.
·         تم توجيه انتقاضات للمعجزة بأنها ناتجة عن الفسفور الأبيض و لكن خواص هذا التفاعل تختلف كثيراً عن النور المقدس.
و لكن علينا أن نعرف أن المعجزات ليست دليلاً كافياً على الحدث فقد يصل العلم يوماً ما لتفسير ظاهرتي الكفن و النور و في هذه الحالة ستظل القيامة حقيقة إيمانية إلي أن تظهر أدلة نفيها و يتم دراستها و إثباتها.

قيامة الموتي كما وردت في إنجيل متي:
"وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ." (مت 27: 51- 53)
·         كتب متي إنجيله موجهاً لليهود فكان مهتماً بالأحداث و النبوات و الأنساب و تطبيق النبوات علي المسيح و هو الوحيد الذي ذكر تلك الحادثة.
·         لا يوجد مرجع تاريخي لحدث ضخم كقيامة الموتي.
·         نبوات:
1-     "تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا. تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ.هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ. اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ. لأَنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ إِثْمَ سُكَّانِ الأَرْضِ فِيهِمْ فَتَكْشِفُ الأَرْضُ دِمَاءَهَا وَلاَ تُغَطِّي قَتْلاَهَا فِي مَا بَعْدُ." (اش 26: 19- 21)
2-     "هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَفتَحُ قُبُورَكُمْ وأُصْعِدُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ." (حز 37: 12)
·         الزلزلة حدثت مساء الجمعة أي قبل السبت و أدت إلى انشقاق الصخور و فتح القبور.
·         لم يتمكن اليهود من إعادة غلق القبور بسبب شريعة السبت فظلت القبور مفتوحة لبعد القيامة (فجر الأحد ) أي ظلت مفتوحة لمدة تزيد عن 36 ساعة.
·         في هذه الحالة قد يصاب أقارب المدفون ببعض الهلاوس البصرية بظهورات للأقارب الميتين أصحاب القبور المتفتحة.
·         يستغل متي الرسول هذه الأحاديث التي انتشرت بين اليهود و يربطها بنبوات العهد القديم.
·         ما سبق هو تفسير أصحاب النظريات المادية لكن يوجد تفاسير أخرى للحدث مثل:
1-     التفسير الرمزي: أن قيامة الاموات هي رمز للدينونة و ما سيحدث في المجيء الثاني.
2-     التفسير الخلاصي: أن قيامة الموتي هي علامة سبي الجحيم مع الصلب و القيامة.
3-     التفسير الحرفي: أن هذه القيامة تمت حقاً و لكن لا تتوفر عنها معلومات أو أدلة كافية.
4-     التفسير الروحي: قيامة الموتي هي ظهورات من القديسين لتبشير سكان الأرض بالقيامة.

الدينونة.... حكم عقابي أم اختيار من يائس هارب ؟؟؟
سنستعرض أقوال المسيح عن الدينونة لنفهم الصورة النهائية:
1-     هل الدينونة حقيقة كتابية و ليست اختراع بشري للسيطرة علي الشرور:؟ "فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ." (يو 5: 29)
2-     ما هي الدينونة: " وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُإِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ" (يو 3: 19- 21)
·        و هنا نستنتج أن البشر سيدينون أنفسهم و سيهربون من الله نور العالم في مجيئه الثاني، فجهنم ستكون اختيار الأشرار و ليست عقاب من الله الديان.

3-     النار الأبدية معدة لمن: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ..... اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ." (مت 25)
4-     ما هي جهنم: " تَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ.  حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ." (مر 9: 43، 44)
·  تذكر دائرة المعرف الكتابية أن جهنم أو وادي هنوم (وادي الموت) موجود في شمال شرق أورشليم و كان يقدم فيه ذبائح بشرية للأوثان و حوله اليهود إلى مكان تلقي فيه بواقي الذبائح فيؤدي هذا إلي وجود دود (يرقات) بشكل دائم تتغذي على الجثث و كانت دائماً تشتعل فيه النيران لحرق بواقي الذبائح.
·  كان يهرب إلى هذا الوادي اللصوص و قطاع الطرق.
·  نجد هؤلاء الهاربين ذهبوا إلى هذا الوادي بكامل إرادتهم و رفضوا العيش في أورشليم مدينة الملك فيعيشون بكامل إرادتهم في مكان رديء كئيب.
·  تماماً مثل الأشرار الهاربين من أورشليم السمائية رفضاً للحياة مع الملك المسيح و بنيه فيعيشون في كآبة روحية و نفسية و ليس تعذيب عقابي انتقامي من الملك المسيح.
5-     ملكوت الله ليس مجرد مكان بل هو حالة الحياة مع الله "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو 17: 21)
6-     هل الله يرفض الخطاة الذين في الجحيم؟ "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،  الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،  إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." (1بط 3: 19- 21)
·  و هنا يتبين أن الله حمل بشارة الخلاص لكل سكان الجحيم حتي الذين أُهلِكت بسببهم البشرية أيام الطوفان.
7-     و لكن أين العدل إن كان الله منح الحياة للجميع ؟ "لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟" (مز 6: 5)
·  و هنا يتبين أن الخطاة سيرفضون هذه البشارة يرفضون محبة و رحمة الله غير المتناهية.
8-     يؤكد سفر الرؤية دينونة الإنسان لنفسه بعد ظهور النور و إعلان الفرح الإلهي و الموعد بالملكوت و هذا بتقسيم البشر إلى فريقين:
·  "يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ:اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ"(رؤ 6: 16)
·  " آمِينَتَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ." (رؤ 22: 20)



و في خلال شرح ما يخص التجسد و الفداء و القيامة بالمراجع الكتابية و الآبائية و الليتورجية و الأدلة العقلية تَلَقينا مجموعة من التساؤلات و الاعتراضات و ستتم إجابة كل هذه التساؤلات بشكل وافي يضمن فهماً كاملاً للمنهج الحقيقي للإيمان المسيحي المسلَّم مرة للقديسين.

تساؤلات و اعتراضات حول التجسد و الفداء و القيامة


1-    ما هو الغرض من التجسد ؟
للإجابة على هذا السؤال سنسترجع آيات من الكتاب المقدس و صلوات ليتورجية و كتابات آبائية :
·         "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." (تك 1: 27) .
·         "أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ" (يو 10: 34- 25) .
·         "شركاء في الطبيعة الإلهية" (2 بط 1: 4( .
·         إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ " (اف 1: 5- 7( .
·         يا الله العظيم الأبدي، الذي جبل الإنسان على غير فساد (القداس الباسيلي) .
·         "باركت طبيعتي فيك"  (القداس الغريغوري) .
·         وأردت أن تُجدّده، وتردّه إلى رتبته الأولي. لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا آباء ولا نبيًا ائتمنته على خلاصنا. بل أنت بغير استحالة، تجسدت وتأنست، وشابهتنا في كلّ شئ ما خلا الخطية وحدها. وصرت لنا وسيطًا لدى الآب، والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها. (القداس الغريغوري) .
·         "هو أخذ الذي لنا و أعطانا الذي له" (ثيؤطوكية الجمعة) .
·         "حقًا لقد أخذ الناسوت لكي نصير آلهة. لقد أعلن عن نفسه خلال جسد لكي ما ندرك عقل الآب غير المنظور، لقد احتمل العار لكي ما نرث عدم الفساد." (أثناسيوس الرسولي) .
o       لأنها لم تلد مجرد إنسان بسيط مثلنا، بل بالحري الكلمة الذي من الله الآب، الذي تجسد وتأنس، لأننا نحن أيضًا نُدعى آلهة بحسب النعمة، أما الابن فليس إلهًا على هذا النحو، بل بالحري هو إله بالطبيعة وبالحق، حتى وإن كان قد صار جسدًا. (كيرلس الكبير) .
o       ورغم أننا دُعينا آلهة، فإننا لا نجهل قياس حدود طبيعتنا، لأننا من الأرض ونحن ننتمي إلى فئة العبيد، وأما هو فليس مثلنا، إذ هو بالطبيعة وبالحقيقة الابن، ورب الكل، وهو من السماء. (كيرلس الكبير) .
·         بحب الله نصير آلهة، وبحب العالم نصير "العالم".(كيرلس الكبير) .
·         لنتشبه بالمسيح لأنه تشبَّه بنا. لنصِرْ آلهة معه لأنه صار إنسانًا لأجلنا. لقد اعتنق الشيء الأقل صَلاحًا ليُعطينا الأفضل. تسوَّل بشرتنا لنغتني بفقره. اتخذ شكل عبد ليُعِتقَنا من العبودية. تنازل ليرفعَنا. قَبِلَ أن يُجرَّبَ ليُعينَنا على النصر. احتُقِر ليُمجِّدنَا ومات ليُخلِّصنا. صعد إلى السماء ليرفع إليه القابعين في الخطيئة.( القديس غريغوريوس النيزينزي) .
·         "إنكم آلهة وبني العلي تدعون". لهذا الهدف صار كلمة الله إنسانًا. ابن الله صار ابن الإنسان، حتى أن الإنسان إذ يدخل في الكلمة، ويتقبل التبني، يصير ابنًا لله. فإنه ليس من وسيلة أخرى يمكننا بها أن نبلغ إلى عدم الفساد وعدم الموت. لكن كيف كان يمكننا أن نرتبط بعدم الفساد وعدم الموت فيُبتلع الفساد بعدم الفساد، والمائت بعدم الموت فنتقبل تبني الأبناء؟ الله صار إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا (لقديس إيريناؤس) .
·         نلخص ما سبق في أن الغرض من التجسد هو أن يمنحنا الله طبيعته التي خلقنا عليها من خلال الاتحاد بنا كمثل أب عليه أن ينزل بمستواه الفكري إلى مستوي فكر ابنه ليعلمه أن يصبح مثله.

2-    ما هو تعريف الموت ؟ و ما هو الفداء و الكفارة ؟
·         الموت في المنظور اللاهوتي الشرقي هو الانفصال عن الله و الدفن في فساد الخطية.
·         الفداء و الكفارة هو التضحية بالذات للإنقاذ من الموت فالمسيح حمل موتنا الروحي و أكد ذلك في قوله "إلهي إلهي لماذا تركتني" .
·         يرجي الرجوع للحلقة الثالثة و النظر في جدول المفاهيم بين الشرق و الغرب .

3-    هل من العدل موت المسيح بدل البشر ؟
·         إذا نظرنا أن موت البشر هو حكم عقابي ناتج عن الخطية فبالطبع موت المسيح بدلنا ليس من العدل إطلاقًا.
·         أما الموت الروحي بفساد الطبيعة فليس من العدل أن يرى الله البشر ابنائه في فسادهم و يقف مكتوف الأيدي دون أن "يُعَدِّل" طبيعتهم و هذا هو العدل الإلهي بالمفهوم الأرثوذكسي .

4-    مات بدلنا أم مات لأجلنا ؟
·         مما سبق يتبين أن المسيح مات لأجلنا لينقذنا من فساد الموت فبموته داس الموت و بقيامته منحنا الحياة .
·        فهو لم يمت بدلنا كبديل عقابي عنا حسب ما تسرب إلينا من تعاليم غربية من خلال الترانيم و غيرها من أنشطة الكنائس الغربية .

5-    إذا كان المسيح قد دفع عقاب خطايانا فلماذا مازلنا نحاسب عليها ؟ و لماذا نعتمد ؟ و لماذا نحاسب علي أعمالنا ؟
ما هي الخطية الجدية ؟ و ما هو دور المعمودية ؟ و ما هي التوبة ؟
·         الخطية الموروثة (الجدية):
o       مثال واقعي قاصر: امرأة أدمنت مخدرات أفسدت جسدها و عندما حملت انتقلت هذه السموم إلى جسد الجنين الذي فسد أيضًا بسبب السم المنقول إليه..... و عندما كبر الطفل أحب المخدرات مثل أمه... هنا لم يجد الأب وسيلة لنزع السم من الأم و الابن إلا من خلال منحهم دمه ليبدلوه بدمائهم (exchange transfusion) و لكن في هذه الحالة علي الأم و الابن أن يحافظوا علي دمهم الجديد الذي منحه لهما الأب من تعاطي سموم جديدة لئلا يعودوا إلى فسادهم كما كانوا.
o       علينا أن ندرك أن الأم و الابن لم تكن عليهما عقوبة بتهمة التعاطي بل مرض و فساد.
o       الأب لم يأخذ مكانهما في السجن أو المستشفي بل منحهما دمه النقي ليعيشا به في نقاوة.
o       هذا باختصار التجسد و الفداء و وراثة الخطية دون وراثة عقوبة.
·         تأكدنا مما سبق من خطأ النظرية العقابية فلذا بعد أن منحنا المسيح الطبيعة التي تفوق الموت و الخطية أصبحنا تحت مسئولية أكبر تجاه أعمالنا .
·        فالمعمودية هي سر قبول الفداء ففيها صلوات طلب نعمة الفداء و الحصول علي الطبيعة الجديدة من خلال الموت و القيامة و تنظيف الطبيعة الفاسدة .
·        و التوبة هي عملية الحفاظ علي الطبيعة الجديدة .

6-    هل ورث المسيح الخطية الجدية ؟
·         تأكدنا من عدم وراثة العقوبة بل وراثة الفساد و هنا علينا أن نتسائل: كيف يمكن لمانحنا الطبيعة الجديدة أن يرث الطبيعة الفاسدة ؟!
·         سنجيب عن هذا السؤال بتشبيه رياضي و هو: ∞- 1000000000= ∞
·         فالمسيح كلي الطهر و النقاوة لا يتأثر بأي فساد بل ينقي ما فسد .

7-    نظريات الفداء و البدع المرتبطة بها :
أولاً النظريات:

1-     اللاهوت الشرقي: الفداء لتجديد الطبيعة البشرية التي فسدت بفعل الخطية من خلال المسيح الذي داس الموت (الروحي) بالموت و أحيانا بقيامته .
2-     اللاهوت الغربي: الموت لتنفيذ العقوبة التي حكم على الإنسان بها .
ثانياً البدع:
1-      بيلاجيوس: خطية آدم قاصرة عليه دون بقية الجنس البشري و إن كل إنسان منذ ولادته يكون كآدم قبل سقوطه ثم قال إن الإنسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول إلى أسمى درجات القداسة بدون انتظار إلى مساعدة النعمة .
·         هذه البدعة تنكر قيمة الفداء و المعمودية و عمل النعمة كما أنها ضد اللاهوت الشرقي الذي أكد علي قيمة التجسد و الفداء.
2-     أُنسلم أسقف كانتربري: صاحب نظرية البدلية العقابية (اللاهوت الغربي) و هذا نتيجة حياته في ظل فترة العصور الظلامية في أوروبا و عمله في السلك القضائي قبل رهبنته و كهنوته في القرون الوسطى و تعد نظريته هي أوسع البدع انتشارًا و بدأت الكنائس الشرقية و المستنيرين من الكنائس الغربية محاربة فكر أُنسلم.

8-    هل أكدت صلوات الليتورجيا علي البدلية العقابية ؟
·         "حوَّلت لي العقوبة خلاصًا" (القداس الغريغوري):  (بالرجوع للحلقة الثانية) ملخص الاجابة:
o       "أنت يا سيدي حوَّلت لي العقوبة خلاصًا كراع صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت، ربطتني بكل التأديبات المؤية إلى الحياة أنت الذي أرسلت لي الأنبياء من أجلي أنا المريض، أعطيتني الناموس عونًا أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك، كنور حقيقي أشرقت للضالين وغير العارفين"
o       هنا يؤكد القديس أغريغوريوس أن العقوبة ليست هدف الفداء بل كانت أداة استُعمِلت قديمًا قبل الأنبياء و الناموس و التجسد و نجدها واضحة في الطرد من الفردوس لمنع الحياة إلى الأبد في الفساد (تك 3: 22)
o       القديس ثاوفيلس الأنطاكي: [إن الطرد وإن كان عقوبة لكنه حمل صلاحًا من جهة الله، إذ أراد معاقبة الخطية وإصلاح الإنسان ورده بعد إعادة تجديده.]
·         "هكذا ارتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا نحن الذين أخطأنا وهو الذي تألم نحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهي بذنوبنا" (قسمة سنوي للابن)
o       غير موجودة بـ"الخولاجى المقدس بدون هوامش - 1902 - القمص عبد المسيح المسعودى"
o       غير موجودة في كتاب الخولاجي المقدس - الطبعة الخامسة - دير السيدة العذراء مريم - المحرق
o       أضافت الطبعات العربية للخولاجي بعد عام 1970 بالتحديد صلاة القسمة التي تبدأ: “أيها الابن الوحيد الكلمة الذي أحبنا وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي …”، ثم تقول: “هكذا ارتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا”
o       تحمل هذه الصلوات صبغة كاثوليكية غربية و نجد هذا واضحاً في مخاطبة جراح المسيح و الآلام الجسدية.
o       أرجو من الجميع البحث لأي مرجعية لتلك الصلاة في الخولاجيات و كتب الليتورجية في الطبعات القديمة و سأقوم بنشر تعديل إذا ثبتت مرجعيتها لما قبل هذا التاريخ.

·         "يا من أحبنا وأراد من فيض حبه ورحمته ومن دلائل عدله وبره وثبوت حكمه وقضائه أن يفدينا من موت الخطية الأصلية ويرفع عنا عقوبتها الأبدية بأن يموت بدلاً عنا" (قسمة صوم وأعياد القديسة العذراء مريم)
o       الصلاة ليس لها أي مرجعية من الخولاجي المقدس بمختلف طبعاته
o       لا توجد سوي في موقع الأنبا تكلا.
o       ليس من طبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية توجيه صلوات القِسَم للعذراء أو القديسين .
o       يظهر علي الصلاة الطابع الكاثوليكي بتعظيم السيدة العذراء و توجيه الصلوات لها .
o       مرجع الصلاة "كتاب: برنامج الرياضات الروحية العائلية في صوم القديسة مريم العذراء" الصادر عن الكنيسة الكاثوليكية .
o       أرجو من الجميع البحث لأي مرجعية لتلك الصلاة في الخولاجيات و كتب الليتورجية في الطبعات القديمة و سأقوم بنشر تعديل إذا ثبتت مرجعيتها لما قبل هذا التاريخ.


9-    ما هو عدل الله ؟ هل ارتبط عدل الله بالعقوبات أو التأديبات ؟
·         عدل الله هو تعديل الخطأ و ليس العقوبات و الثواب و العقاب .
·         العقوبات كانت قديمًا وسيلة تأديب و ليست أداه للعدالة.
·         الدينونة ليست عقوبة بل اختيار (الرجوع للحلقة الرابعة) " وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُإِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ" (يو 3: 19- 21)

10-                       لماذا نرفض النظرة القضائية للفداء ؟
·         النظرة القضائية تخالف تعاليم الكتاب و الليتورجية و آباء كنيسة الإسكندرية.
·         نظرية غربية روج لها أنسلم و انتشرت بيننا نتيجة المد الغربي الكاثوليكي و البروتستانتي.
·         ضد مفهوم عدل الله.
·         ضد العقل.
·         سبب في كثير من الهرطقات الغربية كالمطهر و الحبل بلا دنس.
·         تفصل بين الآب و الابن فتجعل منهما شخصين بمشيئتين (و هذا لا يختلف كثيراً عن النسطورية التي نادت بمشيئتين للاهوت و ناسوت السيد المسيح)
o       الآب الغاضب الذي يلعن البشر و يطلب هلاكهم.
o       الابن المحب الذي قدم الفداء لإرضاء غضب الآب.
فالنظرية القضائية تصور الله كقاضي منفصم الشخصية كما صوره اللاهوت الغربي في عصوره الوسطي الظلامية.

أذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك

لا يمكن ان ننسي اعتراف اللص اليمين و الأهم من اعتراف اللص رد و تعزية المسيح بإتمام عملية الفداء و لكن هل يشرح الواعظون الحدث كما حقاً قصده السيد الفادي ؟؟؟

ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:«اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».  (لو 23: 42، 43)
نجد تفسير اغلب المعاصرين لهذا النص كما يلي "طلب اللص من المسيح ان يذكره عندما يدخل هذا اللص الي الملكوت "اذكرني يا رب متي جئت (انا) في ملكوتك" بينما يرد عليه المسيح ان الملكوت لم يفتح بعد و عليه ان ينتظر في الفردوس حتي يأتي موعد الملكوت" هذا التفسير يدل علي جهل المفسر بكل من اللغة و الكتاب المقدس.
و هنا سنبدأ دراسة تحليلية للنص و معناه اللغوي و المعني المقصود منه

الفرق بين جئتُ و جئتَ:
جئتُ: بضم التاء يكون الفاعل تقديره "أنا"
جئتَ: بفتح التاء (المذكورة في النص الكتابي) يكون الفاعل تقديره "أنت"
"أذكرني يا رب متي جئتَ -و ليس {جئتُ}- في ملكوتك" الفاعل للفعل "جئتَ" هو ضمير مستتر تقديره "انت" و ليس "انا" و هنا ينقلب المعني؛ فاللص يطلب من المسيح ان يذكره في مجيئه الثاني بينما المسيح يبشره بخلاصه الذي تم اليوم في لحظة تقديم التوبة و للتوضيح علينا الرجوع لترجمات بلغات أخري اهمها اليونانية و القبطية و الانجليزية و ترجمات عربية غير البيروتية كما اننا سنبحث في كتابات الآباء و صلوات الكنيسة القبطية لنفهم التفسير الصحيح.

الانجليزية:
Luke 23:42-43 (NKJV)
Then he said to Jesus, “Lord, remember me when You come into Your kingdom.” And Jesus said to him, “Assuredly, I say to you, today you will be with Me in Paradise.”
En: King James (Luke 23:42-43)
And he said unto Jesus, Lord, remember me when thou comest into thy kingdom. And Jesus said unto him, Verily I say unto thee, To day shalt thou be with me in paradise.
++نجد هنا ان الفاعل للفعل “come” هو “you” (أنت)

القبطية:

++ "آري بامفئي هوتان أكشان إي خين تيك ميت أورو"
نردد في تسبحة أمانة اللص:"آرى بامفئى أو باشويس. أكشان إى خين تيك ميت أورو."
++ ضمير الفاعل "أك" ينوب عن الضمير "أنت" بينما الضمير "آي" ينوب عن الفاعل "أنا".

اليونانية:
και ελεγεν τω ιησου μνησθητι μου κυριε οταν ελθης εν τη βασιλεια σου
 Greek - TR (Luke 23:42)
++ οταν ελθης "أوتان إلثيس" تعني "عندما أنت تأتي"

ترجمات عربية اخري
v ثم قال: «يايسوع، اذكرني عندما تجيء في ملكوتك!» [كتاب الحياة]
v ثم قال: "يا عيسـى، افتكرني عندما تأتي في ملكك." [الكتاب الشريف]
v ثُمَّ قالَ: «يا يَسُوعُ، اذكُرنِي حِينَ تَبدَأُ مُلكَكَ.» [العربية المبسطة]


تفاسير الآباء الأوائل:
vاسجُد لذاك الذي عُلق من أجلك، حتى وإن كنت أنت نفسك معلقًا. انتفع من شرك، واقتنِ خلاصك بموتك. ادخل مع يسوع الفردوس، لتتعلم من حيث سقطت (رؤ 2: 5) [القديس غريغوريوس النزنيزي]
v  المسيح نفسه جلب اللص من الصليب إلى الفردوس، ليُظهر أن التوبة لن تتأخر في عملها. لقد حول موت القاتل إلى شهيدًا. [القديس جيروم]
v  اللص اعترف فوجد أبواب الفردوس مفتوحة! [القديس يوحنا الذهبي الفم]
v غفر الرب له سريعًا، لأن اللص تاب سريعًا. النعمة أغنى من الطلبة. اللص طلب أن يذكره، أمّا الرب فأجابه (بفيض): "الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس". لأن الحياة هي أن تكون مع المسيح، وحيث يوجد المسيح يوجد ملكوته. [القديس أمبروسيوس]
في النهاية علينا ان نتذكر ان الملكوت ليس النهاية بل ملكوت الله قائم الآن "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو 17: 21) و نجد في التراث الكنسي القبطي في لحن "غولغوثا" ان المسيح قبل اللص في ملكوته 


أمانة اللص:

أذكرني يا رب متى جئتَ (أنت) في ملكوتك. أذكرني يا قدوس متى جئتَ (أنت) في ملكوتك. أذكرني يا سيد متى جئتَ (أنت) في ملكوتك.




كنت اتخذت قراراً بوقف الكتابة في الامور اللاهوتية و العودة الي المواقف الهزلية بعد طلب البعض الذين هم آبائي الذين اكن لهم كل تقدير و احترام و ذلك لعدم اثارة المجادلات و المعارضات و لكني فوجئت بنجاح و انتشار غير متوقع للمدونة تلقيت من بعده كثير من التساؤلات في امور لاهوتية و كتابية و بناءً علي هذا قررت استكمال ما بدأت و اطالب كل من يري معثرة في كلامي بالتوقف عن القراءة او ارسال الاستفسار
قريباً سنبدأ التحدث في معضلة النصوص الكتابية بالرد علي مجموعة من الاستفسارات التي تخص العهد القديم خصوصًا و ذلك بعد فترة قد تطول او تقصر لما يلزم من تحضير وافي للاجابة علي هذه التساؤلات.



No comments:

Post a Comment