القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي (3)
التجسد و الفداء في الآبائيات و الاتجاهات اللاهوتية
في المرات السابقة تناولنا
التجسد و الفداء من كتابات العهدين القديم و الجديد و صلوات كنيستنا القبطية و لكن هل كان رأي آباء القرون
الأولى مُخالفًا لما ورد ؟؟؟
سنستعرض نفس تسلسل الأحداث
لكن عوض الآيات و صلوات الكنيسة القبطية سنسرد كتابات الآباء:
خلق
الله الإنسان على صورة الله و الإنسان كان مخيَّر بين
الحياة مع الله أو فساد سلطة معرفة الخطية و نتيجة الخطية الموت الروحي (الفساد و
الانفصال عن الله) و هنا الموت نتيجة و ليس عقاب مثل من يشرب السم يموت.فعدل الله
يرفض توريث العقوبة أما ما حدث فهو وراثة فساد الطبيعة بالخطية التي سمح الإنسان
بدخولها إلى العالم
فحملها المسيح في نفسه و تألم لأجلنا و ليس بدل عنا و حمل موتنا الروحي بانفصالنا عن الله و شفانا من الخطية بقيامته بموته داس الموت و جدد طبيعتنا. فالفداء هو ظهور
محبة الله و ليس تصفية عقوبة لإرضاء غضب الله بل قيامة عن الخطية .
و أخيرًا سنستعرض بعض كتابات
الآباء الأوائل:
·
لهذا
كان له مرة أخري أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد وأن يوفي المطلب العادل الذي للآب
على الجميع وحيث إنه هو كلمة الآب وفوق الكل كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد
خلق كل شيء ( الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·
ما
حدث مع ملك الكل فإنه لما جاء إلى عالمنا واتخذ مسكنه في جسد واحد بين نظرائه
أبطلت من ذلك الحين كل مؤامرة العدو ضد الجنس البشري وارتفع عنهم فساد الموت الذي
كان متفشيًا فيهم من قبل. (الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·
طفلاً
مقمطًا وهو الذى يفكني من رباطات الخطية ها الطفل قد أبطل الموت وأخزى الشيطان وحل
النعمة وأباد الحزن ومنح الخليقة القيامة هذا الطفل قد خلَّص آدم وأعاد خلقة
حواء (القديس كيرلس الأورشليمي)
·
بهذا
تقدَّس جسدنا الذي كان قبلاً ميتًا و فاسدًا إذ صار له حق القيامة و الخلاص بالسيد
المسيح الحامل لجسدنا .(
الأنبا أثناسيوس الرسولي )
المصالحة مع الآب والإتحاد به :
·
اليوم
تم الاتحاد والشركة والمصالحة بين الأرضيين والسمائيين ذلك الاتحاد الذي هو بعينه
الإله المتجسد
( القديس الأنبا مقار )
·
كان
سيصبح من غير اللائق أن تَهْلَك الخليقة وترجع إلى العدم بالفساد تلك الخليقة التى
خُلِقتْ عاقلة، وكان لها شركة في الكلمة. ( الأنبا أثناسيوس الرسولي )
·
في
ملء الزمان صار ( الكلمة ) إنسانًا منظورًا و ملموسًا لكي يجمع كل شئ في نفسه و
يحتوي كل شئ و يبيد الموت و يظهر الحياة و يعيد الوحدة بين الله والإنسان
(إيرينيئوس
)
رفع الإنسان إلى مرتبته الأولى :
·
خلاص
الإنسان هو الذي دفع ابن الله أن يصير إنسانًا. لقد سقط الإنسان فكان على المسيح
أن يرفعه (العلامة تِرتُليان)
·
كلمة
الله صار إنسانًا حتى يصير الإنسان مؤلَّهًا فيه (القديس كليمندس الإسكندري )
·
ابن
الله صار ابن البشر ليصير بنو البشر أبناء الله بالنعمة) القديس أثناسيوس الرسولي)
لا عقوبة :
·
وكيف
إن كان الله صديقًا لنا - كما يقول البعض – يهددنا بجهنم وبالعقوبة وبالانتقام (القديس يوحنا
ذهبى الفم)
·
فى
اليوم الذي أكل فيه آدم وحواء من الثمرة المحرمة ماتا موتًا روحيًا فى الحال
(
العلامة أوريجانوس )
·
لأن
الموت ليس له جوهر وهو عديم الطبيعة لذلك لم يمكن للإنسان أن يواصل الشركة فيما هو
خير ( شجرة الحياة ) بعدما مات وانفصل عن ثمرة الحياة بما أن الحياة هى المركز
الحقيقي لكل ما زرعه الله فالموت ندركه على أنه حقيقة انعدام الحياة ( القديس غريغوريوس النيسى )
و السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو مصدر
فكرة البدلية العقابية ؟
ج: مع بدء انتشار المسيحية و ظهور المدارس اللاهوتية و بدأت ترتبط
المسيحية بالفلسفات ظهر ما يعرف بالنظريات اللاهوتية و منها نظريات الفداء و ظهر
خلاف في الآراء بين آباء الشرق و الغرب و ظهر ما يعرف بالفرق بين اللاهوت الشرقي و
الغربي و مع ذلك لا نجد في كتابات الآباء من اتهم أصحاب الجانب الآخر بالهرطقة
وجه المقارنة
|
اللاهوت الشرقي (اليوناني و السكندري)
|
اللاهوت الغربي (اللاتيني)
|
الخطية
|
مرض
|
تعدي
|
الخاطي
|
مريض
|
متعدي
|
نتيجة
الخطية
|
فساد
الطبيعة
|
غضب الله
|
الإله
|
طبيب
|
قاضي
|
الموت
|
نتيجة
|
عقوبة
|
طبيعة
الموت
|
الانفصال
عن الله
|
الموت
الجسدي و العذاب الأبدي بجهنم
|
الفداء
|
تجديد و إعادة
خلق الطبيعة التي فسدت
|
تنفيذ
الحكم بدل المحكوم عليهم
|
القيامة
|
لازمة
لتجديد الطبيعة و الانتصار علي الموت
|
إظهار قوة
الإله
|
عدل الله
|
تصحيح
(تعديل) الخطأ
|
الثواب و
العقاب
|
الدينونة
|
الهروب من
حضرة الله و تفضيل الحياة في آلام الظلمة (يو 3: 19)
|
الحكم علي
الأبرار بالملكوت و الأشرار بالعذاب المادي الأبدي
|
·
المطهر
|
غير منطقي
مع مفهوم الدينونة
|
أساسي
لإتمام العدالة و العقوبات
|
المعمودية
|
تنظيف
الطبيعة و قبول عمل الفداء بالموت و القيامة
|
العفو من
العقوبة الموروثة
|
الخطية
الجدية
|
وراثة
الحياة في الخطية و ما نتج عنها من فساد الطبيعة
|
وراثة
الخطية و العقوبة و الحكم بالموت
|
التجسد
|
اتحاد الله
بطبيعة البشر لإعادة خلقتها
|
وسيلة
للموت
|
المغفرة
|
شفاء من
فساد الطبيعة
|
العفو من
العقوبة
|
جهنم
|
الألم
الروحي و النفسي نتيجة الحياة في الظلمة و الفساد
|
الألم
الجسدي بسبب النار التي لا تطفأ و الدود الذي لا يموت
|
الشفاعة
|
مشاركة
السمائيين للأرضيين
|
طلبة ممن
له دالة عند الله لأجل من ليس له دالة
|
·
الحبل بالعذراء بلا دنس
|
لا حاجة له
فمهما بلغ حجم الموت و الفساد الموروث فلا يمكنه أن يُنقص شيئًا من طهر و نقاوة
الله الكلمة المتجسد {∞-1= ∞}
|
ضروري فلا
يمكن للفادي أن يرث العقوبة التي سيقدم فداء عنها { فاقد الشئ لا يعطيه}
|
من هنا يتبين أن الألفاظ واحدة و لا خلاف
علي وجودها فلا يمكن نكران وراثة الخطية الجدية و الموت الناتج عن الخطية او اهمية
الفداء و المعمودية و الكفارة و لا ننكر الدينونة بل نقر بالمجيء الثاني الذي يفرق
بين النور و الظلمة لكن تفسير اللفظ و معني المصطلح يشكل فرقًا جوهريًا بين الأب
المحب لبنيه البشر و القاضي المحاسب لأعدائه من البشر العبيد ابناء الغضب.
و كان المنظور الشرقي هو الشائع إلى أن نشر "أنسلم" أسقف
كانتربري في العصور الوسطى المظلمة بأوروبا نظريته القضائية بشكل واضح و مرتب و نتج عنها بدع مثل المطهر و الحبل بلا دنس و
انتشرت مع دخول الكاثوليك و البروتستانت إلى مناطق الشرق مع الحملات الفرنسية و
البريطانية في وقت ضعف التعليم في الشرق المسيحي نتيجة اضطهادات المماليك و العثمانيين.
و بعدما عرفنا قيمة القيامة لاتمام الفداء فعلينا ان نتسائل: هل حقًا
قام المسيح ؟؟؟
.....................................................هل توجد قيامة
للأموات ؟؟؟
.....................................................أليست
الدينونة في حد ذاتها عقوبة ؟؟؟
............................. الإجابة في حلقة الأسبوع القادم.
No comments:
Post a Comment