Search This Blog

العلم أصل كل الشرور - مقالة مجمعة

العلم أصل كل الشرور

في الآونة الأخيرة حققت البشرية قفزة علمية هائلة و ظهرت نظريات قد تُفهَم علي إنها معارضة لتعاليم المسيحية. من هنا بدأت حرب فكرية بين العلماء من جهة و رجال الدين من جهة أخري يظهر فيها بوضوح عمى كل المتصارعين فمنهم من يصارع عن جهل بكل من العلم و تعاليم المسيحية و منهم من يصارع لأجل مصالح و نفوذ.

ستبدأ حلقات سلسة "العلم أصل كل الشرور" حيث سنضع كل من النصوص المسيحية و النظريات العلمية (خصوصاً الانفجار العظيم و التطور) تحت المجهر العقلي فنعرف قيمة النص الكتابي و معناه الحقيقي و نعرف المعاني الحقيقية للنظريات العلمية التي تُستَغَل لنشر أفكار تنكر وجود الله لنصل إلي فهم واضح و عقل منفتح دارس يسمح لكل مسيحي معاصر أن يعيش و يعمل بعقلانية و يقبل كافة النظريات العلمية في عصر المعلومات مع التمسك بكتابنا المقدس و مرجعيتنا الآبائية دون اتهامات متبادلة بالرجعية و التخلف أو الكفر و  الإلحاد.


مفاهيم مغلوطة حول قصص الكتاب المقدس

في الآونة الأخيرة نادى البعض برمزية كثير من قصص الكتاب المقدس عمومًا و العهد القديم خصوصًا ظنًا منهم أن بهذه الطريقة سيصلون لعملية التصالح بين الكتاب المقدس و العلوم الإنسانية من تاريخ و أحياء و فلك و أيضًا مصالحة النص الكتابي مع الجوانب الإنسانية من حريات و حقوق و يطلق البعض على هؤلاء اسم "المستنيرون" و هنا علينا أن نمتحن الروح ..... و من هذا المنطلق علينا أن نجيب عن بعض التساؤلات حول هذه القصص بل و الأهم تفسير معاني للمصطلحات التي يتم استخدامها لنصل إلى الفهم الكامل لمعنى النص الكتابي و رسالة الكتاب المقدس بشكل حيادي دون تعصب أو اتهام بالهرطقة أو الزندقة و ذلك بالرجوع للتفاسير الآبائية و إعمال العقل البشري الذي أعطانا إياه الله لنعرفه.

1-     ما معنى مصطلحات "رمز"، "خرافة"، "أسطورة"، "واقعي"، "حرفي"؟

·        الرمز : هو أسلوب أدبي يعتمد على توصيل المعنى باستخدام رموز و إشارات دون ذكر المعنى بشكل واضح مثل : أمثال السيد المسيح .
·        الخرافة : قصة غير واقعية توصل معاني لا تمت للواقع بصلة و تنشر معلومات مغلوطة و تكون وسيلة لنشر الجهل مثل : خرافات السحر و الشعوذة .
·        الأسطورة : قصص غير واقعية تشير إلى رسالة معينة مثل : أسطورة إيزيس و أوزيريس التي تهدف إلى توصيل رسالة انتصار الخير على الشر .
·        القصة الواقعية : هي قصص حدثت فعلياً و يستدل علي واقعيتها من خلال أدلة مادية و مراجع تاريخية.
·        الحرف : هو أسلوب أدبي يهدف إلى توصيل المعني بشكل مباشر لا يحتمل التأويل أو الرمزية مثل : حياة السيد المسيح .
·        الرمز الواقعي: قصة حقيقية واقعية لكنها تهدف الي توصيل رسالة أخري وراء القصة مثل: قصص حروب العهد القديم.

2-     ما الفرق بين الأسلوب و الهدف من النص ؟

·        أسلوب النص: هو القالب الأدبي الذي يتخذه الكاتب لتوصيل الرسالة و قد يكون رمزيًا أو حرفيًا ، شعرًا أو نثرًا ، واقع أو أسطورة ......إلخ فهو مجرد وسيلة.
·        الهدف من النص: هي الرسالة النهائية المراد توصيلها للمستمع فالهدف هو الغاية النهائية.

3-     ما هو الوحي في الكتاب المقدس ؟

يوجد شكلان من الوحي :
·        الوحي الإملائي : حيث يقوم الله بإملاء النبي رسالته ليقوم بتوصيلها للشعب و هذا النوع من الوحي لا يظهر فيه أي تدخل من الكاتب سوى أنه اليد التي تكتب و لا نجد مثل هذا النوع من الوحي في الكتاب المقدس إلا في الوصايا العشر.
·        الوحي الإلهامي : يقوم الكاتب بكتابة الرسالة و يتدخل الله لأجل توصيل الهدف.... فهنا الوحي هو عملية تفاعل بين الكاتب الذي يستخدم القالب الأدبي للرسالة و الله الذي يوجه الكاتب بقالبه الأدبي إلى الغاية و الهدف و الرسالة النهائية و نجد هذا واضحًا في كافة أسفار الكتاب المقدس.

4-     ما هو الأسلوب المتبع في كتابات الأنبياء و الرسل ؟

الكتاب المقدس نجد فيه تنوع كبير بين الأساليب المختلفة فجميع الأساليب التي ذكرت نجدها واضحة على مدار الأسفار بل و نجد أحيانًا أساليب مختلفة في السفر الواحد إلا أن جميعها لها هدف واحد و هو خلاص الإنسان و علاقة الإنسان بالله و الوطن النهائي للإنسان في أحضان الله و ليس بهدف توضيح حقائق علمية او تاريخية فالكاتب يستخدم أسلوبه الذي يتأثر بثقافة الكاتب و المجتمع و الله يوجهه للهدف.
و من المعروف ان العهد القديم هو عهد النبوات و الرموز و العهد الجديد (باستثناء رؤيا يوحنا) هو عهد النعمة و تحقيق النبوات في الكلمة المتجسد و الروح القدس.

5-     ما رأي الآباء في التفاسير بين الرمزية و الحرفية ؟

في الحقيقة عندما بحثت عن حقيقة بعض قصص العهد القديم وجدت البعض يتحدث عن تفاسير رمزية ظننت في بداية الأمر أنها مجرد محاولة للتصالح مع العلم الحديث و مجرد محاولة لحفظ ماء وجه الكتاب المقدس و لكن مع البحث العميق وجدت أن آباء الكنيسة الأوائل اختلفوا في القرون الأولى بين التفاسير الرمزية و الحرفية فنجد :
·        مدرسة الإسكندرية : بقيادة أوريجانوس و إكليمنضس أجمعوا على التفاسير الرمزية.
·        مدرسة أنطاكيا : أتخذت اتجاه حرفي بحت لدرجة التمسك بشرائع العهد القديم و محاربة مدرسة الإسكندرية و أهم آبائها مارإفرآم السرياني .
·        المدرسة اليونانية : اختلف آبائها بين الرمزية و الحرفية. فبينما أجمع كافة آبائها و لعل أهمهم القديس أغريغوريوس و سيلسوسعلى التفسير الرمزي نجد استثناءات مثل القديس باسيليوس الكبير الذي لجأ للتفاسير الحرفية و القديس يوحنا ذهبي الفم الذي جمع بين التفسيرين لكنه مال أكثر للتفسير الرمزي .
·        الكنيسة الغربية : اختلف آباؤها بين التفسيرين و لكننا نجد اتفاق الكثير من آبائها علي التفاسير الرمزية مثل أغسطينوس و إيريناؤس.
·        المدارس اليهودية : فسر معلمو اليهود العهد القديم بشكل رمزي و لعل أهمهم فيلون السكندري الرابي اليهودي و موسي بن ميمون و موسي بن نحمان .
·        البروتستانت و غيرهم من الطوائف الحديثة : يؤكدون على حرفية النص بل و نجد منهم من يستخدم حرفية القصص لتأكيد بدع مثل الملك الألفي و تزاوج الملائكة مع البشر و غيرها .

6-     هل من المنطقي أن تكون قصص العهد القديم رمزية ؟

لنجيب على هذا السؤال علينا أن نبحث في أكثر من مجال :
·        ثقافة الكاتب .
·        ثقافة المتلقي .
·        الخلفية التاريخية للمجتمع .
·        رأي آباء القرون الأولى .
·        رأي معلمي اليهود .
·        الغرض من الرسالة و مدى توافقها مع التفاسير .
نجد السيد المسيح "بِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ." (إنجيل مرقس 4: 34) في عصر تفاعل اليهود مع فلاسفة و ثقافة اليونانيين فكيف كان ليكلم شعوب العهد القديم في جهلهم ؟؟؟؟
نجد أيضًا بولس الرسول يوضح أهمية التعامل مع روح النص و الغرض منه "لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي."(2 كو 3: 6)

7-     ما هي الانتقادات الموجهة للتفاسير الرمزية ؟

في إحدي عظات تفاسير الكتاب المقدس وجدت انتقاضات لاذعة للتفاسير الرمزية منها ما هو رافض للرمزية بشكل عام و منها ما هو رافض لرمزية قصص بعينها و في هذه الحلقة سأناقش الانتقاضات العامة بينما سيتم تأجيل الانتقاضات الموجهة لتفاسير القصص في حلقات خاصة بكل قصة .
الانتقاض
الرد و التوضيح
التفسير الرمزي ضد تفاسير الآباء.
ذكرنا في سطور سابقة المرجعية الآبائية للتفسير الرمزي و خصوصًا رأي مدرسة الإسكندرية .
استشهاد المسيح بقصص العهد القديم ينفي رمزيتها و يؤكد واقعيتها.
المسيح استخدم الأمثال فما المانع من استخدام رموز العهد القديم لتوضيح معانيها و تأكيد المعني الرمزي لما كان يظنه الفريسيون حرفًا .
استشهاد المسيح برمز يجعله كاذبًا حيث نجد أن المسيح كان دائمًا ما يوضح أن ما ذكره هو مثل.
المسيح استخدم رموز كثيرة في أحاديثه لعل أهمها حديثه عن "خمير الفريسيين" و "هدم الهيكل (جسده) و بناءه في ثلاثة أيام" و "استخدام السيفين (كلمة الله) بعد العشاء السري" فهل أصبح المسيح كاذبًا بعد استخدام هذه الرموز دون توضيح أنها مجرد رمز أو مثل ؟!.... حاشا .
التفسير الرمزي هو تفسير شيطاني يشبه تفسير الشيطان لآية "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ.عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ." في حديثه مع المسيح أثناء التجربة على الجبل.
بالتدقيق فيما ذكر نجد أن الشيطان استخدم التأويل الحرفي للنص فالشيطان يستغل الحرف ليلهينا عن الروح و المعنى الرمزي لآيات الكتاب المقدس.
التفسير الرمزي هو مجرد محاولة ممن يطلقون علي أنفسهم اسم "المستنيرون" للتصالح مع العلم الحديث.
بالرجوع لكتاب "مدرسة الإسكندرية و التفسير الرمزي" للقمص تادرس يعقوب نجد أن التفسير الرمزي تفسير آبائي قديم و ليس وليد عصر العلوم الحديثة بل نجد أن آباء القرون الأولى و علي رأسهم أغسطينوس قبلوا علوم عصرهم دون التقيد بحرفية النص الكتابي .
ثلثي العالم المسيحي بكافة طوائفه يؤمنون بالرمزية و يتبعون العلم الذي ينشر الإلحاد من خلال نظريات التطور و الانفجار العظيم.
على سبيل الفكاهة سنرد من خلال سفر الرؤيا عندما تحدث عن ضعف التعليم الكنسي "النَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذلِكَ." (رؤ 8: 12) فالثلث أخطأ و الثلثين على صواب.
·        بالطبع السطر السابق هو على سبيل الفكاهة فالانتقاض المذكور هو دعوة للتخلف و الرجعية و لا يعتبر نقض للرمزية بل لا يجوز الالتفات إليه من الاساس.
الشيطان يستهدف الإيمان المسيحي بنشر فكرة أن الكتاب المقدس كتاب أساطير و خرافات .
تم توضيح الفرق بين الرمز و الأسطورة و الخرافة.
الرمزية لا تعني الخرافة و المشكلة تكمن في الخلط بين المفاهيم .



لقد تناولنا توضيح لبعض المفاهيم التي يُساء استخدامها لدعم أو نقض تفاسير و قصص معينة و في الحلقات القادمة سنتناول تفاصيل قصص معينة من العهد القديم و وضع أساسيات لدراستها و لعل أهمها قصص الخلق و الطوفان و حروب العهد القديم و غيرها من القصص. تري هل هذه القصص رمزية أم واقعية ؟ و ما مدي تأثير التفاسير على إيماننا المسيحي ؟
و هل فهمنا النظريات العلمية كما وضحها العلماء ام كما انتقضها الفريسيون ؟


مفاهيم مغلوطة حول النظريات العلمية
مع التطور العلمي الحديث ظهرت نظريات تتحدث عن نشأة الكون والحياة  والكائنات الحية والإنسان. وبدأت هذه النظريات في معارضة قصص الخلق في الكتاب المقدس. فأي الاتجاهين صحيح ؟ العلمي أم الكتابي ؟ رأينا في الحلقة السابقة النص الكتابي  ومفهومه والغرض منه ..... فهل فهمنا النظريات العلمية كما شرحها العلم أم انساقنا وراء كلام جهلاء أو أصحاب مصالح دون مراجعة المراجع العلمية و الأبحاث ؟
في هذه الحلقة سنتناول تلك النظريات ونعرف معناها الصحيح وفي النهاية سنعرف هل فعلاً أنكرت هذه النظريات وجود الله أم أنه مجرد استغلال للجهل.
سنبدأ بذكر ترتيب أحداث تكوين الكون والكائنات الحية من البداية إلى ظهور الإنسان:
·        وجود جسيم شديد الكثافة يبلغ وزنه وزن الكون كاملاً في حجم نواة الذرة و يظل هذا الكون في حالة كامنة point of singularity.
·        ينفجر هذا الجسيم فيما يعرف بالانفجار العظيم Big Bang منذ 14 مليار عام.
·        ينتج عن الانفجار فوتونات كهرومغناطيسية electromagnetic spectrum تتكون بعدها ذرات العناصر الأولية.
·        تتكون النجوم و المجرات و الكواكب في خلال مليارات الأعوام.


·        تتكون الشمس منذ 4 مليار عام و الارض تقريبًا من نفس العمر.
·        تبدأ تظهر الحياة على الأرض منذ 3.5 مليار عام بعد توافر المواد العضوية و العوامل البيئية اللازمة لنشأة الحياة.
·        تتخذ القشرة الأرضية شكلها الحالي من تقسيم القارات و المحيطات و توزيع اليابس و الماء بسبب الزلازل منذ 60 مليون عام اي قبل ظهور الانسان و ليس بعد الطوفان.

·        تنقرض الديناصورات منذ 65 مليون عام ايضًا قبل ظهور الانسان و ليس بعد الطوفان.
·        تطور الحياة حتى يظهر الإنسان الأول منذ حوالي 16- 18 مليون عام و يظهر الإنسان الحكيمhomo sapiens في أفريقيا منذ 200 ألف عام.



ما معنى التطور ؟
          التطور هو عملية التغيير التي تحدث للكائنات الحية نتيجة عوامل جينية وراثية و عوامل بيئية مما ينتج عنه تنوع الكائنات الحية.

كيف يحدث التطور ؟
·        التطور يحدث نتيجة تغيرات في الجينات تعرف باسم طفرات mutations.
·        مع تراكم الطفرات يحدث التطور علي مستوي الجينات microevolution.
·        ينتج عن هذه الطفرات المتراكمة عبر الأجيال تغيُّر في خصائص الكائن المتحوِّر مما يؤدي إلى ظهور كائنات جديدة بخصائص جديدة macroevolution.
·        يحدث التطور بين الكائنات بشكل متوازي يشبه شجرة العائلة المنحدرة من سلف مشترك و ليس بشكل تسلسلي.


·        من الصعب أن نرى التطور بالعين نتيجة احتياجه آلاف أو ملايين السنين ليمر عدد كافي من الأجيال أصحاب الطفرات المتراكمة.
·        الانتقاء الطبيعي natural selection يمنع وجود طفرات لا تستطيع التأقلم على الحياة في بيئتها.
·        التطور مازال يحدث حتى الآن و نجد هذا واضحًا في ظهور باكتيريا مقاومة للمضادات الحيويةantibiotic resistance  ونجد أيضًا فوارق بين أسلافنا من البشر عبر العصور السابقة والبشر المعاصرين مما سيؤدي في المستقبل البعيد إلى ظهور نوعية جديدة من الإنسان.
مفاهيم مغلوطة حول التطور :
الخطأ
التصحيح
الإنسان أصله قرد .
الإنسان و القردة العليا لهم أصل مشترك أي كائنات منفصلة لكن لهم جد واحد.


التطور ناتج عن الصدفة .
التطور يسير في اتجاه منظم بما يعرف بالانتقاء الطبيعي .
التطور يلغي وجود الله .
التطور يشرح كيف تنوعت الكائنات الحية من أصل مشترك ولا يؤكد أو ينفي وجود خالق.
التطور يوضح انقراض كائنات بعد تحوُّلها لكائنات أخري .
التطور لا يعني التحوُّل
التطور هو تغيُّر كائن عن سلفه على بُعد آلاف الأجيال نتيجة تراكم تغيرات جينية .
التطور عبارة عن حلقات متسلسلة من الكائنات التي تنقرض ليعيش خلفها .
التطور يسير في تفريعات تمامًا كشجرة العائلة كما تم التوضيح سابقًا.
التطور مجرد نظرية .
هذا خطأ شائع بسبب عدم وضوح المفاهيم و الفوارق بين:
1-     الفرضية: مجرد رأي نتيجة ملاحظات.
2-     النظرية: فرضية مؤكدة بأدلة و اثباتات.
فالتظور نظرية مثبتة و ليس مجرد فرضية .
دائمًا ما يثبت خطأ النظرية .
بل دائمًا ما تظهر أدلة جديدة لا تلغي التطور بل تؤكده لكنها تُعَدِّل تسلسل الأحداث داخل النظرية مثل ظهور أدلة تفيد تطور الطيور من الزواحف والديناصورات عكس ما كان يظن أن الطيور تطورت من أسماك.

نظريات فلسفية عن التطور:
1-     الانتقاء الطبيعي natural selection: تعد هذه النظرية هي الأكثر قبولاً و التي تنص على أن الكائن ذو الصفة المتصالحة مع تغيرات الطبيعة يبقى بينما غير القادر على التعايش يقل و ينقرض.
2-     التصميم الذكي intelligent design: التطور يسير في اتجاه مُخطط له سابقًا من قبل قوى مجهولة قد تكون الطبيعة أو إله او طاقة مجهولة.
3-     الخلقية المباشرة creationism: رفض التطور و النظريات المشابهة و المناداة بخلق الكائنات الحية بشكل مباشر من خلال الأمر المباشر من الله.
4-     الخلق التطوري evolutionary creationism: التطور هو الوسيلة التي استخدمها الله لخلق الكائنات الحية من خلال الانتقاء الطبيعي و هذا هو اتجاه معظم المسيحيين المقتنعين بالنظريات العلمية و في نفس الوقت يؤمنون بوجود الله الخالق.
رأينا مما سبق عدم تعارض النظريات العلمية مع وجود الله بل العلم هو وسيلة لمعرفة كيف قام الله بخلق الكون و الأحياء. النظريات لا تُجيب على سؤال "من الخالق ؟" بل تجيب عن "كيف خلق ؟".

و هنا نجد أن العلم لا يُعارض الإيمان بل التفسير الحرفي للإيمان، لا يُعارض وجود الله بل يُعارض قيود تُحسب على الله من قبل الفريسيين، لا يُعارض الكتاب المقدس بل يُعارض حرفية الفريسيين، العلم ليس أصل كل الشرور بل هو وسيلة لإدراك الله.
                   و بعد أن أدركنا أننا كنا مغيبين في فهمنا للنظريات العلمية و معانيها فهل كنا أيضًا مغيبين عن المعنى الحقيقي للوحي الإلهي في الكتاب المقدس و خصوصًا الاصحاحات الأولى من التكوين ؟
التكوين ..... هل هو المصدر العلمي لنشأة الكون ؟


في هذه الحلقة سنقوم بدراسة نقدية و آبائية للاصحاحات من التكوين لنري هل حقاً كان يهدف السفر الي شرح نشأة الكون و الخلق ام له هدف آخر


    1. تك 1 و التشابه بين الثلاث ايام الاولي و الثانية
الايام 1، 2، 3
الايام 4، 5، 6
النور
الشمس و القمر و النجوم
الجَلَد و الفصل بين المياه العلوية و السفلية
الطيور و الزحافات من الماء
اليابسة و النبات (بدء الحياة)
بهائم و دبابات و وحوش الارض و الانسان



    1. الفرق بين تك1 و تك2 و العلم من حيث ترتيب الاحداث


تك1
تك2
العلم
  1. في البدء السموات و الارض؛ روح الله في المياه
  2. النور
  3. الجلد (يفصل بين المياه العلوية و السفلية)
  4. اليابسة من تحت الماء
  5. النبات
  6. الشمس و القمر و النجوم
  7. الطيور و الزحافات و التنانين
  8. البهائم و الدبابات
  9. الانسان (من البدء خلقهم ذكر و انثي + علي صورة الله)
  10. راحة الرب
  1. السموات و الارض
  2. الماء يخرج من اليابسة
  3. خلق الانسان (آدم، الرجل) من تراب
  4. غرس جنة عدن
  5. الانهار (اليمن و الحبشة و العراق)
  6. النبات
  7. الحيوانات و الطيور
  8. خلق حواء (المرأة) من ضلع
  1. الانفجار العظيم و تكوين العناصر الاولية
  2. الشمس و غيرها من النجوم
  3. الكواكب؛ الارض (اليابسة اولاً ثم الماء) و غلافها الجوي (لا يفصل بين مجموعتين من المياه)
  4. نشأة الحياة الاولية
  5. النبات
  6. الحيوان
  7. اسلاف البشر ثم الانسان من افريقيا
  8. لم تزل عمليات نشأة الاكوان و الانظمة و تطور الكائنات الحية مستمرة
ملاحظات توضع في الاعتبار
    1. الشبه مع ملحمتي "اينوما اليش" و "جلجاميش" (اساطير الخلق) البابليتين مع فوارق:
      • الغاء مبدأ تعدد الآلهة
      • الغاء فكرة استعباد الآلهة للانسان
      • الانسان علي صورة الاله
    1. المنظور اليهودي القديم للكون و الارض:
      • مركزية الارض
      • قبة السماء
      • المياه العلوية
      • الهاوية
      • كروية الارض و مسطح اليابسة
      • Machine generated alternative text: GOD
HEAVEN OF HEAVENS
HEAVENS HEAVENS


  • نلاحظ فيما سبق مدي تأثر قصة الخلق بثقافة المجتمع الشرقي عموماً و اليهودي خصوصاً في زمن كتابة القصة.
    1. تذكر قصة قايين بشر آخرين: "إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ، فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي". (تك 4: 14)
"وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً، فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ." (تك 4: 17) و لم يكن لآدم بنات يتزوج منها قايين الا بعد ميلاد شيث "وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا. وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ." (تك 5: 3- 5)
    1. بحسب القصة الانسان مخلوق ابدي و صار بائداً بعد الاكل من شجرة المعرفة اذن فلا قيمة لشجرة "الحياة" التي تمنح الحياة الابدية لمن يأكل منها في ظل ابدية الانسان.
    1. التعارض بين عقلانية الانسان (شبيه الله) و جهله بالخير و الشر قبل الاكل من شجرة المعرفة.
    2. عدم منطقية تفضيل الاكل من شجرة معرفة الخير و الشر (المميتة) علي الاكل من شجرة الحياة (مانحة الحياة الابدية).
    1. بمجرد الاكل من ثمرة ينفصل الانسان عن الله
    1. يوم راحة الله لم ينتهي برغم: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». (يو 5: 17)
    2. آدم: كلمة عبرية تعني الانسان و هو ابعد الجدود التي تمكن العبرانيون من الوصول اليهم و بالتالي نسبت له قصة الخلق و السقوط.
    3. يوضع آدم في سلسلة نسب المسيح و هذا يشير الي كونه شخصية واقعية نسبت له قصة رمزية.
    4. قديماً كان يعتبر القلب هو مركز الحياة (النفس) و الشعور و التفكير و الضلوع هي ما يحميه.
    5. كان ينظر للمرأة كرمز للنفس البشرية او الكنيسة و المرأة الشريرة كالشهوة و الخطية.
    6. كان العالم القديم يخاف من الظلام و البحر و كانا يرمزان للشر و الارتياب (بالترتيب) و هنا نجد ان كلمة الله تبدد الظلمة و تجلب اليابس وسط البحر.
    7. كان ينظر للمياه كرمز للحياة.
    8. رغم الطرد من الجنة ظل الله يبحث عن الانسان و اصبحت الارض سكني الرب مع البشر "فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ." (تك 4: 16)
    9. شريعة الختان في حد ذاتها دليل علي خطأ نظرية "الخلق المباشر" اذ يأمر الله بقطع جزء من البقايا التطورية.
    10. آباء مثل اوريجانوس و اكليمنضس و اغريغوريوس و اغسطينوس و غيرهم (كما ذكرنا في الحلقة السابقة) اتفقوا علي رمزيتها باستثناء باسليوس الكبير و مارافرام السرياني.

المنظور الرمزي:
المياه العلوية
الحياة الابدية في السماء (بحر زجاج شبه البلور (رؤ 4: 6))
روح الله علي وجه المياه
المعمودية (الولادة من الماء و الروح)
النور و الشمس (حاكم النور)
الخير و المسيح
الظلام و القمر
الشر و الشيطان
الكنيسة "امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا" (رؤ 12: 1)
الطيور
الملائكة و الحياة الروحية
التنين و الزواحف (الحيات)
الشيطان "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ." (رؤ 12:9)
خلق الانسان:
التراب + نفخة الله + المرأة من ضلع
ثالوث الانسان (علي صورة الله)
الجسد المادي + الروح من الله + النفس (العقل و الشعور و العاطفة)
شجرة الحياة
الحياة مع الله- المسيح- الصليب
ورق التين
الرياء
فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون.  (مر 11: 13- 14)
الموت
الانفصال عن الله بفعل الفساد
شجرة معرفة الخير و الشر
الناموس "لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ." (رو 3: 20)
سلطة المعرفة
الكاروبيم الحارس طريق شجرة الحياة
الحاجز بين الله و الانسان الناتج عن الخطية
"وَتَصْنَعُ حِجَابًا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ. صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ." (خر 26: 31)

نستنتج مما سبق ان القصة هي ملحمة رمزية توضح بدء العلاقة بين الانسان و الله في قالب ادبي رمزي مقتبس من ثقافة المجتمع تهدف لتوضيح كثير من النقط و المفاهيم
  1. الله الواحد (يهوة) الثالوث (ألوهيم).
  1. الانسان علي صورة الله.
  2. الانسان يسود علي الخليقة.
  3. الانسان فضّل العبادة المادية بدل الحياة مع الله بغواية الشيطان مثلما حدث مع العبرانيين في العهد الجديد (الهدف من رسالة العبرانيين).
  4. تقديس الزيجة و المساواة بين الرجل و المرأة.
  5. الانسان (الترابي) يميل للارضيات لكن الله فاض عليه بروحه ليغلب شهوات الجسد.
  6. للانسان الاختيار بين حرية الحياة مع الله و موت عبودية الناموس و الخطية.
  7. الخطية فصلت بين الانسان و الله و الوعد بالفداء.
  8. شرح بعض الامور الايمانية و الروحية بشكل رمزي.
  9. وحدة البشر.

  • لا تهدف القصة نهائياً الي سرد اي وقائع علمية او تاريخية بل هي  شرح العلاقة بين الانسان و الله حسب غرض الكتاب المقدس.

الفداء و الخلق المباشر

  • بما ان الفداء هو اعادة خلق البشرية الساقطة فاذا كان الخلق الاصلي تم مباشرةً دون عملية تطور (او غيرها) معقدة لاستلزمت اعادة الخلق مجرد امر مباشر دون عملية فداء معقدة فانكار التطور او الخلق من خلال خطوات علمية معقدة يؤدي بنا الي استنتاج عدم منطقية الفداء الذي تم بخطوات الهية معقدة و لم يكن بالأمر المباشر كالخلق الأول.



        نجد مما سبق ان المقارنة بين قصص الخلق حسب سفر التكوين و النظريات العلمية كالتطور و الانفجار العظيم هي مقارنة غير منطقية؛ فمن غير المنطقي المقارنة بين الرموز و الحقائق، او بين ما هو الهي و ما هو بشري، بين الثابت و المتغير، او بين كلام الله و ملاحظات الانسان. فالله يشرح كيف يصل للانسان و كيف يصل اليه الانسان دون التطرق الي التاريخ او العلم بديل تناقض روايتي الاصحاحين الاول و الثاني (الروايتين الكهنوتية و التوراتية).

      No comments:

      Post a Comment