Search This Blog

Sunday, October 16, 2016

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي (4)



القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي (4)

قيامة المسيح و دينونة العالم

في المرات السابقة تناولنا التجسد و الفداء من كتابات العهدين القديم و صلوات الكنيسة  و كتابات الآباء و الاتجاهات اللاهوتية و عرفنا قيمة القيامة و أنها أساس الفداء و لعلنا نتسائل هل القيامة حقيقة أم اختلاق من الرسل ؟ هل الدينونة تعتبر عقوبة أو قضاء ؟
يذكر التاريخ يسوع المسيح كثائر ضد سلطة الفريسيين و أن صلبه كان للوقوف ضد آرائه و لكن التاريخ ترك أمر قيامته كمادة للدراسة و لذا سنبحث بشكل عقلاني عن قضية القيامة،  و لضمان الحيادية سنستبعد المراجع المسيحية و نلجأ للتاريخ و الأدلة المادية.

قام أم سُرق جسده ؟:
·         في حالة سرقة الجسد فنحن أمام ثلاث قضايا:
القضية
الحكم
1.      سرقة الجسد
السجن أو الجلد
2.      كسر ختم القيصر من على القبر
الاعدام
3.      نوم الحراس أ ثناء مناوبتهم
الاعدام
·         و لكن لم يذكر التاريخ أن أحدًا صدر حكم ضده علي أي تهمة من هذه ولا الرسل السارقون أو الحراس المقصرون.

الصورة ثلاثية الأبعاد علي الكفن
·         وجدت صورة ثلاثية الأبعاد علي قطعة قماش تم حساب تاريخها للقرن الأول الميلادي.
·         تنتج هذه الصورة عن طاقة صادرة عن تفاعل ذري يؤدي إلى إنتاج طاقة من المادة حسب المعادلة E=mc2  .
·         عند القيامة تحول جسد المسيح المادي إلى الجسد المتحول النوراني الممجد (من مادة إلى طيف).

معجزة النور الإلهي
·         يتم تفتيش القبر و البطريرك من قبل اليهود و المسلمين.
·         النار غير حارقة لمدة حوالي 33 دقيقة بعكس النار الناتجة عن الفسفور الأبيض .
·         القناديل التي تضاء من تلقاء نفسها.
·         فشل العلم في تفسير هذه الظاهرة حتي اليوم.
·         تم توجيه انتقاضات للمعجزة بأنها ناتجة عن الفسفور الأبيض و لكن خواص هذا التفاعل تختلف كثيراً عن النور المقدس.
و لكن علينا أن نعرف أن المعجزات ليست دليلاً كافياً على الحدث فقد يصل العلم يوماً ما لتفسير ظاهرتي الكفن و النور و في هذه الحالة ستظل القيامة حقيقة إيمانية إلي أن تظهر أدلة نفيها و يتم دراستها و إثباتها.

قيامة الموتي كما وردت في إنجيل متي:
"وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ." (مت 27: 51- 53)
·         كتب متي إنجيله موجهاً لليهود فكان مهتماً بالأحداث و النبوات و الأنساب و تطبيق النبوات علي المسيح و هو الوحيد الذي ذكر تلك الحادثة.
·         لا يوجد مرجع تاريخي لحدث ضخم كقيامة الموتي.
·         نبوات:
1-     "تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا. تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ.هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ. اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ. لأَنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ إِثْمَ سُكَّانِ الأَرْضِ فِيهِمْ فَتَكْشِفُ الأَرْضُ دِمَاءَهَا وَلاَ تُغَطِّي قَتْلاَهَا فِي مَا بَعْدُ." (اش 26: 19- 21)
2-     "هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَفتَحُ قُبُورَكُمْ وأُصْعِدُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ." (حز 37: 12)
·         الزلزلة حدثت مساء الجمعة أي قبل السبت و أدت إلى انشقاق الصخور و فتح القبور.
·         لم يتمكن اليهود من إعادة غلق القبور بسبب شريعة السبت فظلت القبور مفتوحة لبعد القيامة (فجر الأحد ) أي ظلت مفتوحة لمدة تزيد عن 36 ساعة.
·         في هذه الحالة قد يصاب أقارب المدفون ببعض الهلاوس البصرية بظهورات للأقارب الميتين أصحاب القبور المتفتحة.
·         يستغل متي الرسول هذه الأحاديث التي انتشرت بين اليهود و يربطها بنبوات العهد القديم.
·         ما سبق هو تفسير أصحاب النظريات المادية لكن يوجد تفاسير أخرى للحدث مثل:
1-     التفسير الرمزي: أن قيامة الاموات هي رمز للدينونة و ما سيحدث في المجيء الثاني.
2-     التفسير الخلاصي: أن قيامة الموتي هي علامة سبي الجحيم مع الصلب و القيامة.
3-     التفسير الحرفي: أن هذه القيامة تمت حقاً و لكن لا تتوفر عنها معلومات أو أدلة كافية.
4-     التفسير الروحي: قيامة الموتي هي ظهورات من القديسين لتبشير سكان الأرض بالقيامة.

الدينونة.... حكم عقابي أم اختيار من يائس هارب ؟؟؟
سنستعرض أقوال المسيح عن الدينونة لنفهم الصورة النهائية:
1-     هل الدينونة حقيقة كتابية و ليست اختراع بشري للسيطرة علي الشرور:؟ "فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ." (يو 5: 29)
2-     ما هي الدينونة: " وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ" (يو 3: 19- 21)
·        و هنا نستنتج أن البشر سيدينون أنفسهم و سيهربون من الله نور العالم في مجيئه الثاني، فجهنم ستكون اختيار الأشرار و ليست عقاب من الله الديان.

3-     النار الأبدية معدة لمن: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ..... اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ." (مت 25)
4-     ما هي جهنم: " تَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ.  حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ." (مر 9: 43، 44)
·  تذكر دائرة المعرف الكتابية أن جهنم أو وادي هنوم (وادي الموت) موجود في شمال شرق أورشليم و كان يقدم فيه ذبائح بشرية للأوثان و حوله اليهود إلى مكان تلقي فيه بواقي الذبائح فيؤدي هذا إلي وجود دود (يرقات) بشكل دائم تتغذي على الجثث و كانت دائماً تشتعل فيه النيران لحرق بواقي الذبائح.
·  كان يهرب إلى هذا الوادي اللصوص و قطاع الطرق.
·  نجد هؤلاء الهاربين ذهبوا إلى هذا الوادي بكامل إرادتهم و رفضوا العيش في أورشليم مدينة الملك فيعيشون بكامل إرادتهم في مكان رديء كئيب.
·  تماماً مثل الأشرار الهاربين من أورشليم السمائية رفضاً للحياة مع الملك المسيح و بنيه فيعيشون في كآبة روحية و نفسية و ليس تعذيب عقابي انتقامي من الملك المسيح.
5-     ملكوت الله ليس مجرد مكان بل هو حالة الحياة مع الله "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو 17: 21)
6-     هل الله يرفض الخطاة الذين في الجحيم؟ "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،  الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،  إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." (1بط 3: 19- 21)
·  و هنا يتبين أن الله حمل بشارة الخلاص لكل سكان الجحيم حتي الذين أُهلِكت بسببهم البشرية أيام الطوفان.
7-     و لكن أين العدل إن كان الله منح الحياة للجميع ؟ "لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟" (مز 6: 5)
·  و هنا يتبين أن الخطاة سيرفضون هذه البشارة يرفضون محبة و رحمة الله غير المتناهية.
8-     يؤكد سفر الرؤية دينونة الإنسان لنفسه بعد ظهور النور و إعلان الفرح الإلهي و الموعد بالملكوت و هذا بتقسيم البشر إلى فريقين:
·  "يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ:اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ"(رؤ 6: 16)
·  " آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ." (رؤ 22: 20)



و في خلال شرح ما يخص التجسد و الفداء و القيامة بالمراجع الكتابية و الآبائية و الليتورجية و الأدلة العقلية تَلَقينا مجموعة من التساؤلات و الاعتراضات و في الأسبوع القادم ستتم إجابة كل هذه التساؤلات بشكل وافي يضمن فهماً كاملاً للمنهج الحقيقي للإيمان المسيحي المسلَّم مرة للقديسين.

No comments:

Post a Comment