العلم أصل كل الشرور
مفاهيم مغلوطة حول النظريات العلمية
مع التطور العلمي
الحديث ظهرت نظريات تتحدث عن نشأة الكون والحياة
والكائنات الحية والإنسان. وبدأت هذه النظريات في معارضة قصص الخلق في
الكتاب المقدس. فأي الاتجاهين صحيح ؟ العلمي أم الكتابي ؟ رأينا في الحلقة السابقة
النص الكتابي ومفهومه والغرض منه .....
فهل فهمنا النظريات العلمية كما شرحها العلم أم انساقنا وراء كلام جهلاء أو أصحاب
مصالح دون مراجعة المراجع العلمية و الأبحاث ؟
في هذه الحلقة
سنتناول تلك النظريات ونعرف معناها الصحيح وفي النهاية سنعرف هل فعلاً أنكرت هذه
النظريات وجود الله أم أنه مجرد استغلال للجهل.
سنبدأ بذكر ترتيب أحداث تكوين الكون والكائنات الحية من البداية إلى ظهور
الإنسان:
·
وجود جسيم شديد الكثافة يبلغ وزنه وزن الكون
كاملاً في حجم نواة الذرة و يظل هذا الكون في حالة كامنة point of singularity.
·
ينفجر هذا الجسيم فيما يعرف بالانفجار العظيم
Big Bang
منذ 14 مليار عام.
·
ينتج عن الانفجار فوتونات كهرومغناطيسية electromagnetic
spectrum
تتكون بعدها ذرات العناصر الأولية.
·
تتكون النجوم و المجرات و الكواكب في خلال
مليارات الأعوام.
·
تتكون الشمس منذ 4 مليار عام و الارض تقريبًا
من نفس العمر.
·
تبدأ تظهر الحياة على الأرض منذ 3.5 مليار
عام بعد توافر المواد العضوية و العوامل البيئية اللازمة لنشأة الحياة.
·
تتخذ القشرة الأرضية شكلها الحالي من تقسيم
القارات و المحيطات و توزيع اليابس و الماء بسبب الزلازل منذ 60 مليون عام اي قبل ظهور الانسان و ليس بعد الطوفان.
·
تنقرض الديناصورات منذ 65 مليون عام ايضًا قبل ظهور الانسان و ليس بعد الطوفان.
·
تطور الحياة حتى يظهر الإنسان الأول منذ
حوالي 16- 18 مليون عام و يظهر الإنسان الحكيم homo sapiens في أفريقيا
منذ 200 ألف عام.
ما معنى التطور ؟
التطور
هو عملية التغيير التي تحدث للكائنات الحية نتيجة عوامل جينية وراثية و عوامل
بيئية مما ينتج عنه تنوع الكائنات الحية.
كيف يحدث التطور ؟
·
التطور يحدث نتيجة تغيرات في الجينات تعرف
باسم طفرات mutations.
·
مع تراكم الطفرات يحدث التطور علي مستوي
الجينات microevolution.
·
ينتج عن هذه الطفرات المتراكمة عبر الأجيال
تغيُّر في خصائص الكائن المتحوِّر مما يؤدي إلى ظهور كائنات جديدة بخصائص جديدة macroevolution.
·
يحدث التطور بين الكائنات بشكل متوازي يشبه
شجرة العائلة المنحدرة من سلف مشترك و ليس بشكل تسلسلي.
·
من الصعب أن نرى التطور بالعين نتيجة احتياجه
آلاف أو ملايين السنين ليمر عدد كافي من الأجيال أصحاب الطفرات المتراكمة.
·
الانتقاء الطبيعي natural
selection
يمنع وجود طفرات لا تستطيع التأقلم على الحياة في بيئتها.
·
التطور مازال يحدث حتى الآن و نجد هذا واضحًا
في ظهور باكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية antibiotic resistance ونجد أيضًا فوارق بين أسلافنا من البشر عبر
العصور السابقة والبشر المعاصرين مما سيؤدي في المستقبل البعيد إلى ظهور نوعية
جديدة من الإنسان.
مفاهيم مغلوطة حول التطور :
الخطأ
|
التصحيح
|
الإنسان أصله قرد .
|
الإنسان و القردة
العليا لهم أصل مشترك أي كائنات منفصلة لكن لهم جد واحد.
|
التطور ناتج عن الصدفة
.
|
التطور يسير في اتجاه
منظم بما يعرف بالانتقاء الطبيعي .
|
التطور يلغي وجود الله
.
|
التطور يشرح كيف تنوعت
الكائنات الحية من أصل مشترك ولا يؤكد أو ينفي وجود خالق.
|
التطور يوضح انقراض
كائنات بعد تحوُّلها لكائنات أخري .
|
التطور لا يعني التحوُّل
التطور هو تغيُّر كائن
عن سلفه على بُعد آلاف الأجيال نتيجة تراكم تغيرات جينية .
|
التطور عبارة عن حلقات
متسلسلة من الكائنات التي تنقرض ليعيش خلفها .
|
التطور يسير في
تفريعات تمامًا كشجرة العائلة كما تم التوضيح سابقًا.
|
التطور مجرد نظرية .
|
هذا خطأ شائع بسبب عدم
وضوح المفاهيم و الفوارق بين:
1- الفرضية: مجرد رأي
نتيجة ملاحظات.
2- النظرية: فرضية مؤكدة
بأدلة و اثباتات.
فالتظور نظرية مثبتة و
ليس مجرد فرضية .
|
دائمًا ما يثبت خطأ
النظرية .
|
بل دائمًا ما تظهر أدلة
جديدة لا تلغي التطور بل تؤكده لكنها تُعَدِّل تسلسل الأحداث داخل النظرية مثل
ظهور أدلة تفيد تطور الطيور من الزواحف والديناصورات عكس ما كان يظن أن الطيور
تطورت من أسماك.
|
نظريات فلسفية عن
التطور:
1-
الانتقاء الطبيعي natural
selection:
تعد هذه النظرية هي الأكثر قبولاً و التي تنص على أن الكائن ذو الصفة المتصالحة مع
تغيرات الطبيعة يبقى بينما غير القادر على التعايش يقل و ينقرض.
2-
التصميم الذكي intelligent
design:
التطور يسير في اتجاه مُخطط له سابقًا من قبل قوى مجهولة قد تكون الطبيعة أو إله
او طاقة مجهولة.
3-
الخلقية المباشرة creationism: رفض التطور
و النظريات المشابهة و المناداة بخلق الكائنات الحية بشكل مباشر من خلال الأمر
المباشر من الله.
4-
الخلق التطوري evolutionary
creationism:
التطور هو الوسيلة التي استخدمها الله لخلق الكائنات الحية من خلال الانتقاء
الطبيعي و هذا هو اتجاه معظم المسيحيين المقتنعين بالنظريات العلمية و في نفس
الوقت يؤمنون بوجود الله الخالق.
رأينا مما سبق عدم
تعارض النظريات العلمية مع وجود الله بل العلم هو وسيلة لمعرفة كيف قام الله بخلق
الكون و الأحياء. النظريات لا تُجيب على سؤال "من الخالق ؟" بل تجيب عن
"كيف خلق ؟".
و هنا نجد أن
العلم لا يُعارض الإيمان بل التفسير الحرفي للإيمان، لا يُعارض وجود الله بل يُعارض
قيود تُحسب على الله من قبل الفريسيين، لا يُعارض الكتاب المقدس بل يُعارض حرفية الفريسيين، العلم
ليس أصل كل الشرور بل هو وسيلة لإدراك الله.
و بعد أن أدركنا أننا كنا
مغيبين في فهمنا للنظريات العلمية و معانيها فهل كنا أيضًا مغيبين عن المعنى
الحقيقي للوحي الإلهي في الكتاب المقدس و خصوصًا الاصحاحات الأولى من التكوين ؟
........
الإجابات في الحلقات القادمة.
No comments:
Post a Comment