Search This Blog

Wednesday, April 4, 2018

هلك شعبي من عدم المعرفة (2)- خطية المعرفة

خطية المعرفة

في البصخة المقدسة نتواجه مع الخطية الاصلية الا و هي "معرفة الخير و الشر" ، و لعل اهم سؤال يقع في بالنا هو: هل المعرفة شر؟ كيف لشبيه الله ان يكون جاهلاً بالخير و الشر؟ و لماذا اسقطت المعرفة الانسان؟ هل خلق الله الانسان ليعيش الي الابد جاهلاً؟ سنجيب عن هذا السؤال من خلال الاصحاحات الثلاثة الاولي من التكوين ++ في تكوين 1 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». + نجد ان الانسان خُلق متسلطاً علي الطبيعة و هذه السلطة تتطلب المعرفة عامة و التفريق بين الخير و الشر خاصةً ++ في تكوين 2 9 وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. 16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، 17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ» 25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ. + نجد ان الله اوجد للانسان مصدرين للمعرفة اما الحياة مع الله (شجرة الحياة) او المعرفة بعيداً عن الله فتتحول الحياة الروحية الي فرائض يدين بها الناس بعضهم.... فقبل الاكل من الشجرة كان الانسان يعلم انه خاطئ عريان لكنه لا يخجل بسبب ابتعاده عن معرفة الادانة بل كانت معرفته في نطاق الحياة مع الله و الحياة مع رفيق الحياة و كانت خطاياه مكشوفة و لكنه لم يكن مرائياً يخجل من المظهر. نري اننا خلقنا عالمين بخطايا عرينا لكننا لم نخجل من مواجهة الخطية و لم نخجل من الاعتراف بخطأنا في ظل حياتنا مع الله كما ان الانسان لم يدين رفيقه و لم يعلم غيره الخطية بل كانت النظرة للرفيق "هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ" ++ في تكوين 3 النقلة من الحياة الي الدينونة 1- اغراء الانسان بأن تتحول معرفته من الحياة مع الله الي ادانة الاخر فبدل ان يشابه الله من خلال القابلية للتمتع بالحياة مع الله اراد ان يشابه الله في التسلط ليس علي الطبيعة بل علي غيره من البشرو نجد ان الانسان لم يلتفت الي قول الله بالاكل من شجرة الحياة ليحيا الي الابد بل استجاب الي اغراء السلطة المميتة فكانت معرفة الدينونة هي الخطية رقم 1 5 تَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ 12 فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». كما قال بولس الرسول في (رومية 3: 20) " لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ."

2- لم يكتفي الانسان بالخطأ بل احب الشر لرفيقه فجعله يخطئ معه و كان نشر الشر و المعثرة بالتعليم هو الخطية رقم 2 6 فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.

3- لم يعترف الانسان بعريه بل اختبأ بالتين الذي يظهر ورقاً بلا ثمر فكان الرياء هو الخطية رقم 3 7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. 4- اختبأ الانسان من الله و رفض كشف خطيته امام الله بل ايضاً حاول اسكات صوت الله الذي جاء ليوقظه فكانت الخطية الرابعة في الهروب و اسكات صوت الله و تفضيل الحياة في الرياء 8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10 فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». + و الآن بعد ان عرفنا ان الخطية ليست في المعرفة بل في المعرفة بعيداً عن الحياة مع الله فالانسان كان عالماً انه عريان و لم يخجل قبل الاكل من شجرة المعرفة و لكن عندما صارت الحية (ابليس) هو مصدر المعرفة تحولت معرفة الحياة الي: 1- معرفة للسلطة و للادانة 2- معرفة للمعثرة و لنشر الشر 3- معرفة للرياء 4- معرفة مع اخماد صوت الله


يقول القديس يوحنا الدمشقي

[ الله كان فردوس وسكنى ولباس الإنسان، وكان هو الثمرة الواجب اقتطافها وأكلها، لكى يصير للإنسان -بالشركة فيه- حياة ]
هناك [في الفردوس]، كان الله [للإنسان] منزلا، موضع سكنى. [وكان الإنسان] لابسا الله ككساء بهىّ، متوشحا بنعمته [النعمة الإلهية]، فرحا بتلك المتعة التى للثمرة الأكثر حلاوة، التي هى "التأمل في الله" [الهذيذ]، وبهذا كان يقتات. والآن، هذا بالتأكيد هو الملائم أن يدعى: "شجرة الحياة".
فأن حلاوة التأمل الإلهي تشارك [البشر ب] حياة غير منقطعة بالموت [حياة إلهية]، لأولئك الذين يشتركون فيها. وهذا بالتحديد ما عناه الله ب "من كل الشجر" حين قال؛ "من كل شجر الجنة تأكل"، لأن الله هو الكل، الذي فيه وبه الكون يوجد.
شجرة معرفة الخير والشر هى قوة "التمييز" [الإفراز] بواسطة الرؤى المتعددة [للبشر]، وذاك هو الإدراك الكلي للطبيعة الخاصة [لكل واحد]. ومن ذاتها تجلى عظمة الخالق، وهى صالحة لمن نضجوا وساروا في التأمل الإلهي، الذين لا خوف عليهم من التغيير [التغيّر في الفلسفة هو مدعاة الفساد]، حيث أنهم على مدار الزمن اقتنوا عادة خاصة في هذا التأمل. ولكنها [شجرة المعرفة، أى التمييز] غير صالحة لمن مازال غير ناضج، والشره في شهيته، بسبب عدم التأكد من ثباتهم في الله...
[وكأن الله يقول:] بكل الخليقة، جذبتك إلىّ، ومنها كلها [الثمرات]، اقتطف الثمرة الوحيدة التي هى أنا، إذ أنا الحياة الحقيقية، ليكن كل الأشياء لك حياة مثمرة. اشترك فىّ، لتكن جوهر وجودك الذاتي، وبهذا لا تصير بعد مائت... فمن المستحيل لمن يشترك في الطعام المادي أن يبقى غير فاسد.


و هنا علي الفادي الشافي ان يواجه المريض بمرضه قبل ان يبدأ في المراحل الاخيرة من الشفاء فمنذ ان توجه المسيح الي اورشليم ليبدأ التطهير قام بالمواجهة من خلال 4 دينونات: 1- دينونة اورشليم بالخطية الرابعة لأنها اسكتت صوت الله " يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" (متي 23: 37)


2 - دينونة الرياء (الخطية 3) في شجرة التين " فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا:«لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ." (متي 21: 19)

3- مواجهة المعثرة (الخطية 2) التي كان مصدرها كهنة الهيكل و اعاد الهيكل كمصدر للتعليم السليم بدل ان يكون مصدر للكسب الارضي المادي كما جعله الكهنة في (متي 19) " 45 وَلَمَّا دَخَلَ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِيهِ 46 قَائِلاً لَهُمْ:«مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!». 47 وَكَانَ يُعَلِّمُ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ، وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ وُجُوهِ الشَّعْبِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ، "

4- و اخيراً دينونة الخطية الاولي و الاهم و هي المعرفة السلطوية للادانة في (متي 23)
" 1 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2 قَائِلاً:«عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، 3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4 فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، 5 وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، 6 وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، 7 وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! 8 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9 وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10 وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. 11 وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. 12 فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ. " و لعلنا نري ان احداث اسبوع البصخة هي احداث مواجهة المريض بمرضه و حثه علي التداوي بعلاج الشفاء فهو ليس اسبوع الآلام كما سميناه حديثاً بل هو اسبوع الفصح و العبور.... اسبوع الاعداد للشفاء و ليس اسبوع للحزن..... اسبوع بصخة و فصح و بركة و ليس اسبوع ألم..... نري السواد في مواجهة الخطايا لنري بهجة فرح الخلاص و في جميع المواجهات لا نجد من المخلص اي انتقاد للمعرفة او شهوة الانسان في ان يكون عارفاً الفارق بين الخير و الشر و ان الخطية لم تكن في المعرفة بل كانت في مصدر المعرفة و استخدامها و نتائجها
#البصخة_مواجهة #الفداء_شفاء #اسبوع_فصح_لا_آلام