Search This Blog

Thursday, April 13, 2017

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي - حلقة خاصة

القاضي الانفصامي في الفكر الظلامي

أذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك

غداً هو يوم جمعة الصلب و الذي يعد خطوة أساسية في عملية الفداء و لا يمكن ان ننسي اعتراف اللص اليمين الذي لا تتوقف الكنيسة القبطية عن ترديده في هذا اليوم و الأهم من اعتراف اللص رد و تعزية المسيح بإتمام عملية الفداء و لكن هل يشرح الواعظون الحدث كما حقاً قصده السيد الفادي ؟؟؟

ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:«اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».  (لو 23: 42، 43)
نجد تفسير اغلب المعاصرين لهذا النص كما يلي "طلب اللص من المسيح ان يذكره عندما يدخل هذا اللص الي الملكوت "اذكرني يا رب متي جئت (انا) في ملكوتك" بينما يرد عليه المسيح ان الملكوت لم يفتح بعد و عليه ان ينتظر في الفردوس حتي يأتي موعد الملكوت" هذا التفسير يدل علي جهل المفسر بكل من اللغة و الكتاب المقدس.
و هنا سنبدأ دراسة تحليلية للنص و معناه اللغوي و المعني المقصود منه

الفرق بين جئتُ و جئتَ:
جئتُ: بضم التاء يكون الفاعل تقديره "أنا"
جئتَ: بفتح التاء (المذكورة في النص الكتابي) يكون الفاعل تقديره "أنت"
"أذكرني يا رب متي جئتَ -و ليس {جئتُ}- في ملكوتك" الفاعل للفعل "جئتَ" هو ضمير مستتر تقديره "انت" و ليس "انا" و هنا ينقلب المعني؛ فاللص يطلب من المسيح ان يذكره في مجيئه الثاني بينما المسيح يبشره بخلاصه الذي تم اليوم في لحظة تقديم التوبة و للتوضيح علينا الرجوع لترجمات بلغات أخري اهمها اليونانية و القبطية و الانجليزية و ترجمات عربية غير البيروتية كما اننا سنبحث في كتابات الآباء و صلوات الكنيسة القبطية لنفهم التفسير الصحيح.

الانجليزية:
Luke 23:42-43 (NKJV)
Then he said to Jesus, “Lord, remember me when You come into Your kingdom.” And Jesus said to him, “Assuredly, I say to you, today you will be with Me in Paradise.”
En: King James (Luke 23:42-43)
And he said unto Jesus, Lord, remember me when thou comest into thy kingdom. And Jesus said unto him, Verily I say unto thee, To day shalt thou be with me in paradise.
++نجد هنا ان الفاعل للفعل “come” هو “you” (أنت)

القبطية:

++ "آري بامفئي هوتان أكشان إي خين تيك ميت أورو"
نردد في تسبحة أمانة اللص:"آرى بامفئى أو باشويس. أكشان إى خين تيك ميت أورو."
++ ضمير الفاعل "أك" ينوب عن الضمير "أنت" بينما الضمير "آي" ينوب عن الفاعل "أنا".

اليونانية:
και ελεγεν τω ιησου μνησθητι μου κυριε οταν ελθης εν τη βασιλεια σου
 Greek - TR (Luke 23:42)
++ οταν ελθης "أوتان إلثيس" تعني "عندما أنت تأتي"


ترجمات عربية اخري
v ثم قال: «يايسوع، اذكرني عندما تجيء في ملكوتك!» [كتاب الحياة]
v ثم قال: "يا عيسـى، افتكرني عندما تأتي في ملكك." [الكتاب الشريف]
v ثُمَّ قالَ: «يا يَسُوعُ، اذكُرنِي حِينَ تَبدَأُ مُلكَكَ.» [العربية المبسطة]


تفاسير الآباء الأوائل:
vاسجُد لذاك الذي عُلق من أجلك، حتى وإن كنت أنت نفسك معلقًا. انتفع من شرك، واقتنِ خلاصك بموتك. ادخل مع يسوع الفردوس، لتتعلم من حيث سقطت (رؤ 2: 5) [القديس غريغوريوس النزنيزي]
v  المسيح نفسه جلب اللص من الصليب إلى الفردوس، ليُظهر أن التوبة لن تتأخر في عملها. لقد حول موت القاتل إلى شهيدًا. [القديس جيروم]
v  اللص اعترف فوجد أبواب الفردوس مفتوحة! [القديس يوحنا الذهبي الفم]
v غفر الرب له سريعًا، لأن اللص تاب سريعًا. النعمة أغنى من الطلبة. اللص طلب أن يذكره، أمّا الرب فأجابه (بفيض): "الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس". لأن الحياة هي أن تكون مع المسيح، وحيث يوجد المسيح يوجد ملكوته. [القديس أمبروسيوس]

في النهاية علينا ان نتذكر ان الملكوت ليس النهاية بل ملكوت الله قائم الآن "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو 17: 21) و نجد في التراث الكنسي القبطي في لحن "غولغوثا" ان المسيح قبل اللص في ملكوته 

أمانة اللص:


أذكرني يا رب متى جئتَ (أنت) في ملكوتك. أذكرني يا قدوس متى جئتَ (أنت) في ملكوتك. أذكرني يا سيد متى جئتَ (أنت) في ملكوتك.




Sunday, February 5, 2017

العلم أصل كل الشرور (3)

التكوين ..... هل هو المصدر العلمي لنشأة الكون ؟


في هذه الحلقة سنقوم بدراسة نقدية و آبائية للاصحاحات من التكوين لنري هل حقاً كان يهدف السفر الي شرح نشأة الكون و الخلق ام له هدف آخر


    1. تك 1 و التشابه بين الثلاث ايام الاولي و الثانية
الايام 1، 2، 3
الايام 4، 5، 6
النور
الشمس و القمر و النجوم
الجَلَد و الفصل بين المياه العلوية و السفلية
الطيور و الزحافات من الماء
اليابسة و النبات (بدء الحياة)
بهائم و دبابات و وحوش الارض و الانسان



    1. الفرق بين تك1 و تك2 و العلم من حيث ترتيب الاحداث


تك1
تك2
العلم
  1. في البدء السموات و الارض؛ روح الله في المياه
  2. النور
  3. الجلد (يفصل بين المياه العلوية و السفلية)
  4. اليابسة من تحت الماء
  5. النبات
  6. الشمس و القمر و النجوم
  7. الطيور و الزحافات و التنانين
  8. البهائم و الدبابات
  9. الانسان (من البدء خلقهم ذكر و انثي + علي صورة الله)
  10. راحة الرب
  1. السموات و الارض
  2. الماء يخرج من اليابسة
  3. خلق الانسان (آدم، الرجل) من تراب
  4. غرس جنة عدن
  5. الانهار (اليمن و الحبشة و العراق)
  6. النبات
  7. الحيوانات و الطيور
  8. خلق حواء (المرأة) من ضلع
  1. الانفجار العظيم و تكوين العناصر الاولية
  2. الشمس و غيرها من النجوم
  3. الكواكب؛ الارض (اليابسة اولاً ثم الماء) و غلافها الجوي (لا يفصل بين مجموعتين من المياه)
  4. نشأة الحياة الاولية
  5. النبات
  6. الحيوان
  7. اسلاف البشر ثم الانسان من افريقيا
  8. لم تزل عمليات نشأة الاكوان و الانظمة و تطور الكائنات الحية مستمرة
ملاحظات توضع في الاعتبار
    1. الشبه مع ملحمتي "اينوما اليش" و "جلجاميش" (اساطير الخلق) البابليتين مع فوارق:
      • الغاء مبدأ تعدد الآلهة
      • الغاء فكرة استعباد الآلهة للانسان
      • الانسان علي صورة الاله
    1. المنظور اليهودي القديم للكون و الارض:
      • مركزية الارض
      • قبة السماء
      • المياه العلوية
      • الهاوية
      • كروية الارض و مسطح اليابسة
      • Machine generated alternative text: GOD
HEAVEN OF HEAVENS
HEAVENS HEAVENS


  • نلاحظ فيما سبق مدي تأثر قصة الخلق بثقافة المجتمع الشرقي عموماً و اليهودي خصوصاً في زمن كتابة القصة.
    1. تذكر قصة قايين بشر آخرين: "إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ، فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي". (تك 4: 14)
"وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً، فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ." (تك 4: 17) و لم يكن لآدم بنات يتزوج منها قايين الا بعد ميلاد شيث "وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا. وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ." (تك 5: 3- 5)
    1. بحسب القصة الانسان مخلوق ابدي و صار بائداً بعد الاكل من شجرة المعرفة اذن فلا قيمة لشجرة "الحياة" التي تمنح الحياة الابدية لمن يأكل منها في ظل ابدية الانسان.
    1. التعارض بين عقلانية الانسان (شبيه الله) و جهله بالخير و الشر قبل الاكل من شجرة المعرفة.
    2. عدم منطقية تفضيل الاكل من شجرة معرفة الخير و الشر (المميتة) علي الاكل من شجرة الحياة (مانحة الحياة الابدية).
    1. بمجرد الاكل من ثمرة ينفصل الانسان عن الله
    1. يوم راحة الله لم ينتهي برغم: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». (يو 5: 17)
    2. آدم: كلمة عبرية تعني الانسان و هو ابعد الجدود التي تمكن العبرانيون من الوصول اليهم و بالتالي نسبت له قصة الخلق و السقوط.
    3. يوضع آدم في سلسلة نسب المسيح و هذا يشير الي كونه شخصية واقعية نسبت له قصة رمزية.
    4. قديماً كان يعتبر القلب هو مركز الحياة (النفس) و الشعور و التفكير و الضلوع هي ما يحميه.
    5. كان ينظر للمرأة كرمز للنفس البشرية او الكنيسة و المرأة الشريرة كالشهوة و الخطية.
    6. كان العالم القديم يخاف من الظلام و البحر و كانا يرمزان للشر و الارتياب (بالترتيب) و هنا نجد ان كلمة الله تبدد الظلمة و تجلب اليابس وسط البحر.
    7. كان ينظر للمياه كرمز للحياة.
    8. رغم الطرد من الجنة ظل الله يبحث عن الانسان و اصبحت الارض سكني الرب مع البشر "فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ." (تك 4: 16)
    9. شريعة الختان في حد ذاتها دليل علي خطأ نظرية "الخلق المباشر" اذ يأمر الله بقطع جزء من البقايا التطورية.
    10. آباء مثل اوريجانوس و اكليمنضس و اغريغوريوس و اغسطينوس و غيرهم (كما ذكرنا في الحلقة السابقة) اتفقوا علي رمزيتها باستثناء باسليوس الكبير و مارافرام السرياني.

المنظور الرمزي:
المياه العلوية
الحياة الابدية في السماء (بحر زجاج شبه البلور (رؤ 4: 6))
روح الله علي وجه المياه
المعمودية (الولادة من الماء و الروح)
النور و الشمس (حاكم النور)
الخير و المسيح
الظلام و القمر
الشر و الشيطان
الكنيسة "امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا" (رؤ 12: 1)
الطيور
الملائكة و الحياة الروحية
التنين و الزواحف (الحيات)
الشيطان "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ." (رؤ 12:9)
خلق الانسان:
التراب + نفخة الله + المرأة من ضلع
ثالوث الانسان (علي صورة الله)
الجسد المادي + الروح من الله + النفس (العقل و الشعور و العاطفة)
شجرة الحياة
الحياة مع الله- المسيح- الصليب
ورق التين
الرياء
فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون.  (مر 11: 13- 14)
الموت
الانفصال عن الله بفعل الفساد
شجرة معرفة الخير و الشر
الناموس "لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ." (رو 3: 20)
سلطة المعرفة
الكاروبيم الحارس طريق شجرة الحياة
الحاجز بين الله و الانسان الناتج عن الخطية
"وَتَصْنَعُ حِجَابًا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ. صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ." (خر 26: 31)

نستنتج مما سبق ان القصة هي ملحمة رمزية توضح بدء العلاقة بين الانسان و الله في قالب ادبي رمزي مقتبس من ثقافة المجتمع تهدف لتوضيح كثير من النقط و المفاهيم
  1. الله الواحد (يهوة) الثالوث (ألوهيم).
  1. الانسان علي صورة الله.
  2. الانسان يسود علي الخليقة.
  3. الانسان فضّل العبادة المادية بدل الحياة مع الله بغواية الشيطان مثلما حدث مع العبرانيين في العهد الجديد (الهدف من رسالة العبرانيين).
  4. تقديس الزيجة و المساواة بين الرجل و المرأة.
  5. الانسان (الترابي) يميل للارضيات لكن الله فاض عليه بروحه ليغلب شهوات الجسد.
  6. للانسان الاختيار بين حرية الحياة مع الله و موت عبودية الناموس و الخطية.
  7. الخطية فصلت بين الانسان و الله و الوعد بالفداء.
  8. شرح بعض الامور الايمانية و الروحية بشكل رمزي.
  9. وحدة البشر.

  • لا تهدف القصة نهائياً الي سرد اي وقائع علمية او تاريخية بل هي  شرح العلاقة بين الانسان و الله حسب غرض الكتاب المقدس.

الفداء و الخلق المباشر

  • بما ان الفداء هو اعادة خلق البشرية الساقطة فاذا كان الخلق الاصلي تم مباشرةً دون عملية تطور (او غيرها) معقدة لاستلزمت اعادة الخلق مجرد امر مباشر دون عملية فداء معقدة فانكار التطور او الخلق من خلال خطوات علمية معقدة يؤدي بنا الي استنتاج عدم منطقية الفداء الذي تم بخطوات الهية معقدة و لم يكن بالأمر المباشر كالخلق الأول.



      • نجد مما سبق ان المقارنة بين قصص الخلق حسب سفر التكوين و النظريات العلمية كالتطور و الانفجار العظيم هي مقارنة غير منطقية؛ فمن غير المنطقي المقارنة بين الرموز و الحقائق، او بين ما هو الهي و ما هو بشري، بين الثابت و المتغير، او بين كلام الله و ملاحظات الانسان. فالله يشرح كيف يصل للانسان و كيف يصل اليه الانسان دون التطرق الي التاريخ او العلم بديل تناقض روايتي الاصحاحين الاول و الثاني (الروايتين الكهنوتية و التوراتية).
      • في الحلقات القادمة سنفهم حقيقة و غرض الوحي الالهي من قصة الطوفان و قصص حروب العهد القديم.